رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

كان للفن دور جوهري في معركة بورسعيد، لم يكن مجرد وسيلة للتعبير أو الترفيه، بل سلاحاً معنوياً يوقظ الحماسة ويعكس روح المقاومة. وقد جسدت السمسمية نبض أهل المدينة، فغنت للحرية والصمود، وخلدت بطولات رجال ونساء وقفوا في وجه العدوان، تاركين أثراً خالداً في ذاكرة الوطن.
واليوم، ونحن نحتفل بعيد النصر، نستعيد معاً سيرة هذا الفن الأصيل الذي انبثق من رحم الألم، وحمل هوية المكان وروح أبنائه. ولا يزال أبناء بورسعيد، بسعيهم الحثيث، يعملون على إحياء هذا التراث وإحتضان المواهب الشابة، إيماناً منهم بأن الفن ركيزة لحفظ الذاكرة الوطنية وبناء المستقبل.
وفي هذا السياق، يبرز الدور الرائد للفنان البورسعيدي الكبير عبد الرحيم حسن، الذي أطلق مشروعاً ثقافياً وفنياً مميّزاً من خلال تنظيم مهرجان للمواهب يحاكي كبرى المسابقات المصرية،و يهدف المهرجان إلى إكتشاف الطاقات الإبداعية لأبناء  بورسعيد، وتقديم منصة حقيقية لصقل مواهبهم في مختلف المجالات الفنية.
وقد تزامن ختام الدورة الأولى للمهرجان مع الإحتفال بالذكرى التاسعة والستين للإنتصار على العدوان الثلاثي في 23 ديسمبر 1956، في إشارة  عميقة تؤكد الإرتباط الوثيق بين الفن وتاريخ النضال الوطني، وأن الإبداع ظل ولا يزال جزء من روح الإنتصار.
ومن هنا تتجدد الدعوة لوزارة الثقافة إلى تتبني هذه الطاقات ورعايتها، فيما يقع على عاتق المخرج البورسعيدي صلاح الدمرداش دور مهم في توجيه هذه المواهب وتأسيس فرق فنية قادرة على تقديم إنتاجها للجمهور بما يليق بتاريخ بورسعيد ومكانتها.
لقد أثبتت التجربة أن بورسعيد مدينة ثرية بالمبدعين، ينتظرون فقط اليد الداعمة التي تحوّل قدراتهم إلى قوة ناعمة تساهم في تنشيط السياحة الفنية والثقافية، وتعيد لأهل المدينة جزءاً من حقهم وتضحياتهم العظيمة في سبيل الوطن.
كما لا يمكن إغفال الجهد البارز للفنان والخطاط خضير البورسعيدي، الذي أسهم في إكتشاف ورعاية مواهب عديدة في فن الخط العربي، وفتح مدارس لتعليم أصوله، حفاظاً على اللغة العربية وهويتها. ولا يزال يحرص على تنظيم لقاءات حوارية ومعارض تجمع الفنانين الصغار والكبار، في تجربة ثرية تعزز 
استمرارية الإبداع وتبادل الخبرات.
إن الفن البورسعيدي ليس مجرد إرث يروى، بل رسالة تتجدد مع كل جيل، تؤكد أن هذه المدينة الباسلة ستظل منبعاً للإبداع، وذاكرة حيّة للنضال، ورافداً أصيلاً للثقافة المصرية.
ويبقى عيد النصر  شاهداً على إرادة لا تنكسر وتاريخ مشرف لا يُنسى، ويؤكد أن بورسعيد وأهلها دائماً في المقدمة، قادرون على تجاوز التحديات وصناعة الفرح. تحية لكل بورسعيدى  آمن، وساند وطنه حتى تحقق الإنجاز، ويظل الإنتصار عنواناً لحكاية لا تنتهي.