من القلب المفتوح إلى المنظار… كيف صنع دكتور ياسر النحاس تحولًا حقيقيًا في جراحات القلب بمصر والعالم العربي
لم تعد جراحات القلب كما كانت قبل سنوات طويلة، ولم يعد المريض مضطرًا دائمًا للخضوع إلى عملية القلب المفتوح بكل ما تحمله من رهبة نفسية وفترة تعافٍ طويلة. هذا التحول لم يأتِ صدفة، بل كان نتيجة جهد علمي وطبي قاده رواد آمنوا بأن التطور يجب أن يصل إلى المريض العربي. ويأتي في مقدمة هؤلاء الرواد دكتور ياسر النحاس، الذي أدخل جراحة القلب بالمنظار إلى مصر والوطن العربي منذ عام 2014، واضعًا حجر الأساس لمرحلة جديدة في علاج أمراض القلب جراحيًا.
قبل ظهور جراحة القلب بالمنظار على نطاق واسع، كانت عملية القلب المفتوح هي الخيار الأساسي لعلاج معظم مشكلات الصمامات والشرايين التاجية. ورغم نجاحها الكبير في إنقاذ الأرواح، فإنها كانت ترتبط بفتح كامل لعظمة الصدر، وآلام ما بعد الجراحة، ومضاعفات محتملة، إضافة إلى غياب المريض عن عمله وحياته لفترة طويلة. من هنا، بدأت الحاجة إلى بدائل أقل تدخلًا وأكثر رحمة بالجسد، دون المساس بدقة النتائج أو أمانها.
جراحة القلب بالمنظار جاءت لتُحدث هذا التوازن الدقيق. فهي تعتمد على شقوق جراحية صغيرة، واستخدام كاميرات عالية الدقة وأدوات متخصصة، تتيح للجراح إجراء نفس خطوات عملية القلب المفتوح ولكن بتدخل محدود. وقد كان دكتور ياسر النحاس من أوائل الجراحين الذين تبنوا هذه التقنية في المنطقة، ليس فقط كتجربة، بل كمنهج علاجي متكامل مبني على أسس علمية واضحة.
الفوائد التي قدمتها جراحة القلب بالمنظار للمرضى كانت ملموسة وسريعة. فالمريض يعاني ألمًا أقل بعد الجراحة، ويحتاج إلى نقل دم بدرجة أقل، وتنخفض لديه نسب العدوى، كما يقضي وقتًا أقصر في العناية المركزة والمستشفى. الأهم من ذلك أن العودة إلى الحياة الطبيعية والعمل تتم في وقت أقصر مقارنة بعملية القلب المفتوح التقليدية، وهو ما أحدث فرقًا كبيرًا في جودة حياة المرضى.
تميّز دكتور ياسر النحاس في هذا المجال يعود إلى الجمع بين الخبرة الجراحية العميقة والرؤية الحديثة للعلاج. فقد تعامل مع جراحة القلب بالمنظار باعتبارها علمًا دقيقًا يحتاج إلى تدريب مستمر، واختيار صارم للحالات، وليس مجرد تقنية جديدة. لذلك حرص على تطبيقها في الحالات المناسبة طبيًا، مع الالتزام الكامل بمعايير الأمان العالمية، وعدم التردد في اللجوء إلى عملية القلب المفتوح أو عملية القلب النابض عندما تكون هي الحل الأمثل للمريض.
ومن النقاط التي تحسب له أيضًا اهتمامه بالتعامل الإنساني مع المرضى. فهو يشرح تفاصيل الجراحة بلغة بسيطة، ويضع المريض وعائلته في صورة القرار الطبي، ويبدد المخاوف المرتبطة بجراحات القلب. هذا الأسلوب عزز ثقة المرضى، وجعل الكثيرين يقبلون على العلاج دون تأخير، بعدما كانت فكرة عملية القلب تشكل عبئًا نفسيًا كبيرًا عليهم.
إلى جانب عمله الجراحي، لعب دكتور ياسر النحاس دورًا مهمًا في نشر ثقافة جراحة القلب بالمنظار داخل المجتمع الطبي، والمساهمة في نقل الخبرة وتطوير الأداء، ما ساعد على ترسيخ هذه التقنية كخيار حقيقي وليس استثناءً. وقد انعكس ذلك في النتائج الإيجابية المتراكمة، والسمعة الطيبة التي اكتسبها بين المرضى وزملائه.
اليوم، وبعد أكثر من عشر سنوات على إدخال جراحة القلب بالمنظار إلى مصر والوطن العربي، يُنظر إلى تجربة دكتور ياسر النحاس باعتبارها نموذجًا ناجحًا للتطوير الطبي القائم على العلم والإنسان معًا. وبينما ستظل عملية القلب المفتوح جزءًا أساسيًا من جراحات القلب، فإن المنظار أثبت أنه خطوة متقدمة نحو علاج أكثر أمانًا وأقل ألمًا، كان لدكتور ياسر النحاس دور رائد في ترسيخها لخدمة مرضى القلب في المنطقة.