رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

فى الصميم

لا خلاف على أن الشباب هم العمود الفقرى لأى كيان سياسى حقيقى، لكن الخلاف كله يدور حول السؤال الأخطر: هل تؤمن الأحزاب المصرية فعلاً بشبابها أم تستخدمهم كواجهة تجميلية؟
الواقع يقول إن كثيراً من الأحزاب لا تزال تتعامل مع شبابها باعتبارهم «ديكوراً سياسياً» يُستدعى وقت اللزوم، ويُقصى عند صناعة القرار.
هؤلاء الشباب، الذين يُطلب منهم النزول إلى الشارع، وتحمل الغضب الشعبى، والدفاع عن برامج لم يشاركوا فى صياغتها، هم أنفسهم آخر من يُسمح لهم بالاقتراب من دوائر النفوذ داخل أحزابهم، والنتيجة: حياة حزبية مشوهة، بلا تجديد، وبلا دماء، وبلا مستقبل.
المشهد يصبح أكثر فجاجة حين نقارن بين توجه الدولة المصرية وتمسك بعض الأحزاب بعقليات عفا عليها الزمن، فبينما يدفع الرئيس العادل بالدولة نحو تمكين الشباب فى مواقع المسئولية، من البرلمان إلى المحافظات إلى مواقع صنع القرار التنفيذى، تصر قيادات حزبية على إغلاق الأبواب، وكأنها تحمى امتيازات لا مشروعاً سياسياً.
الأحزاب التى لا تضع نسباً واضحة ومُلزمة لتمثيل الشباب فى لوائحها، لا تختلف كثيراً عن الكيانات الورقية.. الحديث عن الديمقراطية الداخلية يصبح بلا قيمة حين تُدار الأحزاب بمنطق الوصاية، ويُكافأ الولاء بالصمت، لا بالكفاءة.
اللافت أن بعض الشباب، رغم هذا الحصار، استطاع اقتحام المشهد، وفرض نفسه، وانتزع ثقة جمعيته العمومية، ليصل إلى مواقع قيادية داخل حزبه، هؤلاء لم يصلوا بدعم القيادات، بل رغماً عنها، فى شهادة إدانة واضحة لنظام حزبى يخشى التجديد أكثر مما يخشى السقوط.
تمثيل الشباب نيابياً ليس رفاهية سياسية، بل كادر حتمى لبقاء الأحزاب نفسها، فالشباب هم القادرون على الحركة، وبناء قواعد جماهيرية، وفتح مكاتب لخدمة المواطنين داخل مقرات الأحزاب ودوائرهم الانتخابية، حزب بلا شباب فى الشارع حزب بلا جمهور، وبلا تأثير.
الدعوة إلى التوازن بين الأجيال ليست شعاراً إنشائياً، فلا أحد ينكر قيمة خبرات قادة الأحزاب، لكن الإصرار على احتكار المشهد هو أقصر الطرق إلى موت بطيء للحياة الحزبية، من لا يتعلم من الشباب، لن يجد من يتعلم منه غداً.
الخلاصة المؤلمة: الأحزاب التى تهمش شبابها، تحكم على نفسها بالإعدام السياسى.. لن يكون هناك جيل يحمل الراية، ولا كوادر تستكمل المسيرة، ولا وجود حقيقى فى المستقبل.
وإن كانت الدولة قد حسمت خيارها بوضوح نحو تمكين الشباب، فالسؤال الذى يجب أن يواجه قادة الأحزاب أنفسهم: هل يريدون أحزابًا حية.. أم أسماء بلا روح؟
[email protected]