مثقفون ومبدعون: إبداع سلوى بكر يهتم بالمهمشين وفوزها بالبريكس فوز للعرب
قال عدد من الأدباء والمثقفين تعليقا على فوز الكاتبة الكبيرة سلوى بكر، بجائزة البريكس الأدبية مؤخرا، إن هذا الفوز يعد فوزا للمبدعين المصريين جميعا، وعلى الشعب المصري بكل فئاته أن يفخر بما حققته، مستعرضين بعضا من إبداعها ومسيرتها الأدبية.
بداية أكدت الكاتبة هالة البدري أن سلوى بكر قد لفتت الانتباه بإبداعها في وقت من مشوارها، متابعة أن سلوى تعد نموذجا للمرأة والكاتبة التي تفرغت للكتابة مبكرا بعد تركها للعمل بوزارة التموين، فهي لا تنشغل بشيء عن الكتابة، مضيفة أن قلمها يهتم بقضايا وطنها والمهمشين بخاصة. فهي جريئة في الكتابة مثلما هي جريئة في الحياة حين تقتنع بأي القضية، مختتمة أن ذلك التكريم العالمي قد جاء متأخرًا لكاتبة مهمة متحققة منذ سنين طويلة.
فيما أكد الشاعر محمد بغدادي، أن سلوى بكر استطاعت أن تشتبك مع الواقع وأن تكتب عملا مقاوما مناضلا مثلها، فهو فعل مقاوم، كما أمكنها أن تضع مصر على خارطة الجوائز العالمية.
بينما تحدثت أميرة عبدالعظيم عن بدء معرفتها بسلوى بكر، في بدء عملها كمحامية، بينما كانت سلوى مناضلة، صاحبة موقف مؤثر، متابعة أنها عندما قرأت "العربة الذهبية" فوجئت بها تمنح السجن قدرا من الإنسانية والاختلاف، رأت في المساجين قضايا أهم، لذا بقي هذا العمل..
مضيفة: أثرت بي الرواية كثيرا لدرجة جعلتني ألمح البعد الإنساني في موكلي أو حتى خصمي.
وانتقلت أميرة بالحدثت عن تجربة كتابتها لسيناريو قصة سلوى (كل هذا الصوت الجميل) ومحاولة تحولها لسهرة تليفزيونية، بعنوان (آه لو تسمعني يا عبده)، فكانت فكرة القصة عميقة وبسيطة، ولكن لم تجزها لجنة قراءة قطاع الإنتاج لأنهم لم يفهموا عمق تلك الفكرة.
واختتمت أميرة عبدالعظيم بقولها إن سلوى بكر أديبة فاعلة اختارت أن تؤثر وتغير بشكل حقيقي دون أي شعارات جوفاء.
فيما أكدت الكاتبة الصحفية إيمان رسلان بقولها إن هذه الجائزة نتاج ضحى وسلوى بكر، لولاهما لما كانت الجائزة، فهما فاعلتان في العمل العام، حتى لو لم تحصل عليها مصر، فستظل الفكرة ملكا لمصر، متابعة أن سلوى في إبداعها تتناول مصر الحقيقية، فإبداعها مصري صميم، كما أن إبداعها يهتم بالمهمشين وفوزها بالبريكس فوز للعرب، مختتمة أنه يحسب لسلوى اهتمامها بالتعليم، فالمبدع المصري إذا لم يهتم بالتعليم فهو ليس مبدعا.
وفي كلمتها قالت سمية الألفي إن هذا الفوز يعيد لنا شيئا جميلا نحتاجه، فسلوى بكر هي نموذج للمرأة المبدعة.. والمتسقة بين ما تؤمن به وما تكتبه والمواقف التي تتخذها، هكذا تمثل سلوى بكر نموذجا انسانيا عظيما.
بينما قالت الكاتبة والروائية هناء متولي إن سلوى بكر هي إضافة للجائزة، فتجربتها لها ملامح واضحة، فهي تكتب من الهامش وتتجلى قدرتها على تحويل التفاصيل لقضايا مهمة، وعلى الحديث عن الجسد أو السلطة، ورغم أن هناك قضايا كبيرة دائما ما تهتم بإثارتها إلا أن كتاباتها ذات أسلوب فني مختلف، فقد اهتمت بأدب ما بعد الاستعمار، حيث كتبت في التاريخ المنسي البعيد عن الخطاب السلطوي، أي التاريخ الشعبي.
وأضافت هناء أن المرأة لدى سلوى هي ذات كاملة؛ بطل ومحرك وفاعل، كما أنها تمتلك نقدا للخطاب الذكوري الخاص بها الذي وضع المرأة في مكانتها الحقيقية.
وتختتم هناء متولي بقولها إن تجربة سلوى بكر ملهمة لنا لأن طريق الكاتبات أصعب ويمثل أزمة مع الذات ومع المجتمع الثقافي.
فيما قال الكاتب هاني منسي، إن سلوى بكر تعد من الكاتبات اللائي يتسقن مع أنفسهن ويتسمن بالصدق، ويمكن معرفة ذلك من كتابتها، موضحا أنها في تناولها للأحداث التاريخية إنما تعيد كتابة التاريخ بطريقتها، فتتسم كتابتها بالعمق التاريخي المتسق مع تاريخ البلد، كما أن لديها قدرة على تشريح المجتمع والتقاط التفاصيل، بعيدا عن حكم قيمة، واختتم كلمته بقراءة جزء من أحد أعمال سلوى بكر.
بينما أكدت الكاتبة والناقدة منى ماهر، في معرض حديثها عن سلوى الإنسانة، أنها كانت أول من احتضنها وشجعها على الإبداع، كما شجعتها على الكتابة النقدية، مؤكدة: أعتبرها قدوتي وعرابتي، فقد عرفت الجانب الإنساني بها، فكانت سندا لي في أزمتي الصحية.
فيما تحدثت الناقدة كوكب حسين عن سلوى الإنسانة والصديقة والأم، واصفة إياها بالكاتبة العميقة، وتابعت: عندما قرأت وصف البلبل، والعربة الذهبية، لسلوى بكر، لمست لديها إيمانا كبيرا بالمهمشين والفقراء، وقضايا المرأة، قد تحدثت عن الكثير منها خاصة بعد تجربة اعتقالها.
وانتقلت للحديث عن الجانب الإنساني لسلوى بكر، مؤكدة أنها كائن إنساني جدا، وقفت بجانبي في أزمة مرض زوجي وكانت صانعة للبهجة.
أما محمد الشارقي، من اليمن، فقد أكد خلال كلمته أن اي إنجاز لمصر يشعر به الوطن العربي جميعا ويفخر به، مضيفا أن تلك الحائزة لم تفز بها سلوى وحدها بل إن الوطن العربي هو الذي فاز والبريكس عُرفت من خلالها هي.