رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

تجدد القتالُ بين تايلاند وكمبوديا يكشف فشل «سلام ترامب»

بوابة الوفد الإلكترونية

يفجر تجددُ القتال بين تايلاند وكمبوديا توترًا إقليميًا حادًا رغم ادعاء الرئيس الأمريكى دونالد ترمب قبل أسابيع أنه نجح فى إنهاء النزاع بين الجارتين. ويكشف المشهد الذى تصاعد أمس هشاشة الهدنة السابقة وعجز المبادرات الدبلوماسية عن معالجة جذور الخلاف الحدودى الممتد منذ عقود.
اندلعت الجولة الجديدة من القتال بعدما أعلنت تايلاند انها استخدمت طائرات اف 16 لقصف أهداف عسكرية داخل الأراضى الكمبودية ردا على إطلاق نار عبر الحدود اسفر عن مقتل جندى تايلاندى واحد على الأقل واصابة ثمانية آخرين. واتهم كل طرف الطرف الآخر ببدء إطلاق النار كما حدث فى اشتباكات سابقة هذا العام عندما استمر القتال خمسة أيام مخلفا قتلى ونزوحا جماعيا.
قالت تايلاند ان الغارات الجوية استهدفت منشآت عسكرية كمبودية لكن حجم الاضرار لم يتضح بعد. وافاد الجيش التايلاندى ان الهجوم الكمبودى الاول وقع فى مقاطعة حدودية صباح امس وتسبب فى خسائر بشرية بين صفوفه.
وفى المقابل اكدت كمبوديا ان الطائرات الحربية التايلاندية هاجمتهم واتهمت القوات التايلاندية بتنفيذ اعمال استفزازية متكررة خلال الايام الماضية بهدف دفع الوضع الى مواجهة مفتوحة.
تأتى هذه التطورات بعد شهر من انسحاب تايلاند من محادثات السلام مع كمبوديا. وكان ترمب قد نسب لنفسه الفضل فى وقف القتال السابق الذى ادى الى مقتل ما لا يقل عن 40 شخصا ونزوح مئات الآلاف. لكن معارك الاثنين اثبتت ان الخلاف الحدودى المعقد لا يزال بعيدا عن اى حل نهائى.
يتشارك البلدان حدودا تمتد لنحو 500 ميل بينما ما تزال اجزاء واسعة منها غير مرسمة بدقة. وتوجد فى المناطق الاكثر حساسية معابد تاريخية تعود لقرون وتعد محور نزاعات متكررة.
جاءت اشتباكات امس بعد تبادل لاطلاق النار بدا انه لم يسفر عن قتلى لكنه اجبر السلطات التايلاندية على اخلاء سكان اربع مقاطعات حدودية هى بوريرام وسورين وسيساكيت وابوون راتشاثانى. وقال الجيش التايلاندى ان سبعين فى المئة من سكان هذه المناطق غادروها بالفعل. وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعى مقاطع تظهر تلاميذ مدارس كمبوديين يهربون سيرا على الاقدام من المناطق الحدودية.
دعا رئيس الوزراء التايلاندى انوتين تشارنفيراكول الى اجتماع امنى طارئ فى مقر الحكومة فى بانكوك. وقال المتحدث باسم الحكومة سيريبونج انغكاساكولكييت ان رئيس الوزراء وجه وزارة الدفاع والقوات المسلحة لاتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية سيادة تايلاند وضمان سلامة السكان.
تصاعد التوتر اول امس حين قالت تايلاند ان قوات كمبودية اطلقت النار داخل مقاطعة سيساكيت ما دفع القوات التايلاندية الى الرد، بينما اكدت السلطات التايلاندية اصابة جنديين. وردت وزارة الدفاع الكمبودية باتهام تايلاند بفتح النار اولا داخل اقليم برياه فيهير مستخدمة مسدسات وقاذفات صواريخ بى 40 وقذائف هاون عيار 60 ملم. واضافت ان قواتها تواصلت مع الجانب التايلاندى مطالبة بوقف فورى لاطلاق النار قبل ان يتوقف اطلاق النار بخمس عشرة دقيقة.
واكد المتحدث باسم الجيش التايلاندى اللواء وينثاى سوفارى ان طائرات اف 16 استهدفت ثلاث منشآت عسكرية كمبودية قرب الحدود من بينها برج راديو قرب معبد برياه فيهير. ولم تصدر كمبوديا تعليقا فوريا بشأن نتائج الضربات.
ويعد استخدام القوة الجوية بين دول جنوب شرق آسيا امرا نادرا، وقد شكل نشر تايلاند طائرات اف 16 فى يوليو الماضى اول استخدام لمقاتلات فى قتال فى المنطقة منذ ثلاثة عقود. وكان ذلك عاملا رئيسيا فى انهاء حرب الحدود التى استمرت خمسة ايام حيث تتفوق تايلاند عسكريا بشكل واضح على كمبوديا التى تمتلك قدرات جوية محدودة للغاية.