رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

تلوث الهواء يهدد صحة القلب بصمت.. أطباء يحذرون

تلوث الهواء
تلوث الهواء

أظهرت دراسة حديثة أن التعرض المطول لملوثات الهواء الشائعة يساهم في تسارع تطور مرض الشريان التاجي، مع اختلاف ملحوظ بين تأثيره على النساء والرجال.

العمر الحاسم لتدهور صحة القلب - RT Arabic

استند الباحثون في هذه الدراسة إلى بيانات لأكثر من 11 ألف شخص بالغ أجروا تصويرًا مقطعيًا للقلب، بهدف تقييم أثر التعرض المزمن للجسيمات الدقيقة PM2.5 وغاز ثاني أكسيد النيتروجين (NO₂) وهي من أبرز الملوثات في المناطق الحضرية على مؤشرات مرض الشريان التاجي.

تُنتج الجسيمات الدقيقة عن انبعاثات المركبات، المصانع، وحرائق الغابات، حيث يمكن لصغر حجمها أن يُمكّنها من النفاذ إلى أعماق الرئتين وصولًا إلى مجرى الدم. أما ثاني أكسيد النيتروجين، فينتج بشكل رئيسي عن عمليات احتراق الوقود في محركات المركبات ومحطات الطاقة.

تم تحليل الفحوصات التي أجريت بين عامي 2012 و2023 ضمن ثلاثة مستشفيات رئيسية في تورنتو. قام الباحثون بربط الرموز البريدية لمنازل المشاركين ببيانات جودة الهواء لتحديد متوسط مستويات تعرضهم للملوثات خلال العقد الذي يسبق الفحص. وقد شملت المؤشرات المقاسة معدلات الكالسيوم في الشرايين، تراكم اللويحات، ووجود التضيق الانسدادي بالشرايين.

خلصت النتائج إلى وجود ارتباط بين التعرض طويل الأمد لهذه الملوثات وزيادة احتمالات الإصابة بمرض الشريان التاجي لدى الجنسين، مع اختلاف نوع التأثير. بالنسبة للنساء، ارتبط التعرض للجسيمات الدقيقة بزيادة معدل الكالسيوم وتسارع التضيّق الشرياني، بينما عند الرجال ظهر ذلك بصورة تراكم اللويحات وزيادة معدل الكالسيوم. كما لوحظ تأثير مماثل لثاني أكسيد النيتروجين على كلا الجنسين.

أشارت الدراسة إلى أن كل زيادة طويلة الأمد بمقدار 1 ميكروغرام/م³ من الجسيمات الدقيقة PM2.5 تُرافقها ارتفاع في:

- احتمال تراكم الكالسيوم بنسبة 11%.
- احتمالات تراكم اللويحات بنسبة 13%.
- احتمال الإصابة بالتضيّق الانسدادي بنسبة 23%.

وسجل الفريق البحثي اتجاهات مشابهة عند مستويات أعلى من ثاني أكسيد النيتروجين، وإن كانت بدرجات أقل شدة.

أوضحت الدراسة أن المستويات الحالية للتلوث، حتى وإن كانت قريبة من الحدود التنظيمية المعتمدة، ترتبط بظهور علامات مبكرة لأمراض القلب قبل تشكل الأعراض السريرية. الأمر يبرز ضرورة تحسين جودة الهواء باعتباره إجراءً أساسيًا للحد من المخاطر التي تهدد صحة القلب والأوعية الدموية—الأسباب الرئيسية لحالات الوفاة في العالم.

تشير بيانات العبء العالمي للأمراض إلى أن تلوث الهواء تسبب في حوالي 2.46 مليون حالة وفاة مرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية خلال عام 2021. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُصنف هذا التلوث كواحد من أهم عوامل الخطر البيئية المؤدية للنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

في هذا السياق أكد الدكتور فيليبي كاستيلو أرافينا، المشرف الرئيسي على الدراسة، أن "... التعرض المتواصل لتلوث الهواء يرتبط بزيادة واضحة في تراكم اللويحات بالشرايين التاجية حتى عند مستويات منخفضة من التلوث." وختم بالتأكيد على الحاجة لإجراء المزيد من الدراسات بغية فهم الآليات البيولوجية والاجتماعية والسلوكية التي قد تفسر الاختلاف بين تأثير التلوث على الرجال والنساء.