رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

أستاذ طب نفسي: الصراخ والمبالغة بعد التحرش تضاعف صدمة الطفل بدل حمايته

 الدكتور محمد حمودة
الدكتور محمد حمودة

أكد الدكتور محمد حمودة، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، أن تعامل الأهل مع الطفل بعد التعرض لموقف تحرش يجب أن يكون محسوبًا بدقة، مشيرًا إلى أن المبالغة في رد الفعل أو التوتر الشديد قد يضر الطفل نفسيًا أكثر مما يفيده، لأن الطفل يلتقط خوف الوالدين ويُحوِّله إلى خوف مضاعف قد يتطور لاحقًا إلى اضطرابات قلق أو عزلة أو حتى أعراض صدمة ممتدة.

وأوضح خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت" المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن كثيرًا من الأمهات يقعن في خطأ شائع وهو التعامل مع الموقف بانفعال شديد، وصوت عالٍ، وحالة ذعر، وهو ما يُشعر الطفل بأن ما حدث كارثة كبرى، فيزداد خوفه ويستقر داخله شعور خطير بالتهديد.

وأكد أن الخطوة الصحيحة هي الهدوء التام، والتحدث مع الطفل بصوت منخفض، وكأن الأمر تحت السيطرة، لأن هذا يمنحه رسالة بأن الأهل قادرون على حمايته وأنه في أمان.

وأشار حمودة إلى أن دور الأب لا يقل عن دور الأم، فكلاهما يجب أن يشاركا في تهدئة الطفل، وتأكيد دعمهما له، وعدم الضغط عليه لسرد التفاصيل فورًا. ولفت إلى أن بعض الأمهات يُجبِرن أطفالهن على الذهاب للعلاج النفسي فورًا رغم رفضهم، وهو ما يزيد «التروما» لأن الطفل يشعر بأنه يُعاد إلى التجربة مرة أخرى ويُجبَر على الحديث عنها قبل أن يكون جاهزًا.

وبيّن أن من أكبر الأخطاء إجبار الطفل على الإدلاء بشهادته خلال التحقيقات في مكاتب الشرطة أو أمام جهات رسمية بشكل مباشر؛ لأنه قد يشعر بالرعب وتتضاعف الصدمة.

وشدد على أن الطريق الصحيح يتضمن أن تتم التحقيقات على مراحل، وبوجود متخصص نفسي مدرَّب يجلس مع الطفل أولاً بطريقة لعب، ثم يبني معه علاقة، ثم يسمح له بالحكي تدريجيًا عندما يشعر بالأمان، وليس بإلحاح أو استجواب مباشر.

وأكد حمودة أن الطفل الذي يصل إلى العيادة وهو خائف أو رافض الدخول لا يجب إجباره أبدًا، فالطبيب يبدأ باللعب معه والتحدث في أمور أخرى غير الحادث، وإعطائه شعورًا بأن المكان آمن ومريح، ثم في الزيارات التالية تبدأ الثقة في التكوين، وقد يحكي الطفل من نفسه عندما يكون مستعدًا. وأوضح أن المكافآت الرمزية والجو الهادئ تساعد على تكوين هذا الإحساس بالأمان.

وأكد على أن حماية الطفل لا تكون بالصراخ أو المبالغة أو الضغط، وإنما بالاحتواء، والهدوء، وإدارة الوضع النفسي والقانوني بطريقة لا تعيد الصدمة مرارًا.

وأشار إلى أن بناء الثقة حول الطفل هو حجر الأساس، وأن الهدف الأهم هو مساعدة الطفل على عبور التجربة دون أن تتحول إلى ندبة نفسية طويلة الأمد.