الخدمة لا تتوقف بالانتخابات العوضي يقدم دعما طبيا ضخما لمستشفى الزرقا
في ظل المشهد السياسي المتقلب غالبا ما يكون مصير المرشح الخاسر هو الانسحاب بهدوء أو الاختفاء لفترة من الزمن، حتى تتلاشى أضواء الانتخابات وتنسى الجماهير الوعود التي تم إطلاقها أثناء الحملة لكن هناك شخصيات تتمسك بفلسفتها التي تفصل بين تعريفها وطموحاتها الانتخابية، حيث تسعى لتدوين قصة نجاحها بالأفعال وليس بالأقوال والدكتور محمود محمد العوضي، المرشح السابق عن الدائرة الثانية بكفر يعد وفارسكور والزرقا بدمياط، هو مثال ملهم لهذه الفلسفة رغم عدم توفيقه في الانتخابات، لم يختفِ أو يتراجع، بل استثمر طاقته ووعوده في فعل ملموس يعود بالنفع على المجتمع، بعيدا عن الأضواء وحماسة الحشود فقد تبرع العوضي بمبلغ 200 ألف جنيه لمستشفى الزرقا المركزي، موفرا أجهزة طبية حديثة وحيوية، منها أجهزة مراقبة المرضى مونيتور وأجهزة الشفاط، ومنظمات الأكسجين، وغيرها وكان هذا التبرع بمثابة إضافة نوعية ورفع كفاءة الخدمة الطبية المقدمة لأهالي المنطقة ولم يكن العوضي وحده في هذا المسعى الخيري؛ فقد انضمت إليه أسرة اللواء المهندس خيرت السعيد ، التي قدمت تجهيزات كاملة لغرفة عمليات المستشفى، متبرعة بأجهزة التخدير وطاولات العمليات وأجهزة المراقبة كما ساهم الدكتور المهندس فاضل سليم في تطوير البنية التحتية لغرف العمليات، مما أدى إلى تحسين بيئة العمل وجودة الخدمةاذ اشار الدكتور اسامه الاجدر وكيل مستشفي الزرقا المزكري بالفعل تذكرنا هذه المبادرات بحقيقة جوهرية وهي الاستمرارية بعد انتهاء الصراع الانتخابي هي المعيار الحقيقي للمصداقية نعم العديد من الأشخاص يتحدثون عن حبهم وخدمتهم للمجتمع أثناء الانتخابات، لكن القليل منهم من يتحول كلامه إلى أفعال حين تهدأ الضجة وهناك فرق شاسع بين من يسعى للحصول على لقب أو صفة، ومن يعمل بدافع العطاء الذي يجري في دمه، حيث تصبح المسؤولية تجاه مجتمعه جزءا لا يتجزأ من قيمه إن احترام المجتمع لا يتحقق بالشعارات الفارغة، بل يبنى خطوة بخطوة، من خلال أفعال صادقة ووفاء بالعهد حتى بعد إغلاق صناديق الاقتراع وفي الختام، يؤكد الاجدر مثل هذه المبادرات أن الفعل هو اللغة الأكثر صدقا، وأن الأضواء الحقيقية ليست تلك المسلطة على المنصة، بل هي تلك المنبعثة من الأثر الإيجابي الذي يشعر به الناس في حياتهم وصحتهم و إن العطاء هو المفتاح لفتح آفاق جديدة من القيم الحقيقية في مجتمعاتنا واعرب مصدر رفيع المستوي بمديريه الصحه بدمياط رفض ذكراسمه، قدم العوضي إجابة عملية صادمة للكثيرين فبينما اعتادت المشاهد أن تختفي الوجوه المهزومة في الظل، أو تعود فقط مع الدعاية الانتخابية التالية، قرر هذا الرجل أن يكتب فصلا جديدا مختلفا تماما
لم ينتظر أربع سنوات أخرى ليعود للناس جاء اليوم التالي للانتخابات ليس بالخطابات، بل بشاحنات تحمل أجهزة طبية حديثة، توجهت مباشرة إلى مستشفى الزرقا المركزي هذه الأجهزة التي تقدر قيمتها بمئات الآلاف من الجنيهات لم تكن مجرد تبرع عابر كانت رسالة واضحة الخدمة ليست مرتبطة بمقعد وكانت درسا صامتا في الفرق بين من يعمل ليكسب صوتا، ومن يعمل لأن واجبه تجاه أرضه وناسه جزء من هويته وهذه القصة لا تتعلق فقط بكرسي خسرته يد، وقلوب ربحتها أخرى.
بل هي نموذج حي يعيد تعريف مفهوم النجاح السياسي نفسه و الفوز بثقة الناس واحترامهم؟ العوضي، رغم خسارته، أثبت أن الاحترام لا يشترى بالوعود، ولا يكتسب بالصوت العالي، بل يبنى بخطوات صامتة تترك أثرا بعد أن تهدأ كل الأصوات وهو درس يذكرنا أن أعظم الانتصارات هي تلك التي لا تسجل في محاضر الفوز، بل في سجلات القلوب