رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

ألقى زهران ممدانى عمدة نيويورك كلمة إلى سكان نيويورك، يوم الخميس الماضى ٢٠ نوفمبر قائلا:

سأتوجّه غدا إلى واشنطن العاصمة للقاء الرئيس ترامب فى البيت الأبيض. ومن المعتاد أن يلتقى العمدة المنتخب لهذه المدينة بالبيت الأبيض نظرا للاعتماد المتبادل بينهما. وتزداد أهمية هذا اللقاء فى ظل الأزمة الوطنية المتعلقة بارتفاع تكاليف المعيشة، وهى أزمة يعرفها سكان نيويورك جيدا عبر الأحياء الخمسة، إضافة إلى التحديات التى تواجهها المدن فى الموازنة بين السلامة العامة والإجراءات التى اتخذتها هذه الإدارة. وأعلم أن عشرات الآلاف من سكان نيويورك ينظرون إلى هذا اللقاء باعتباره اجتماعا بين مرشحين مختلفين تماما، لكنّهم صوّتوا لهما للسبب نفسه: لقد أرادوا قائدا يواجه أزمة تكاليف المعيشة التى تجعل من المستحيل على العمال والناس العاديين تحمّل تكاليف الحياة فى هذه المدينة.

وقد تواصل فريقى مع البيت الأبيض لترتيب هذا اللقاء، لأننى سأتعاون مع أيّ شخص من أجل جعل الحياة أكثر قدرة على التحمل لأكثر من ٨٫٥ مليون شخص يعتبرون 

هذه المدينة موطنهم.

لديّ العديد من الخلافات مع الرئيس، لكننى أؤمن بضرورة أن نكون مثابرين ولا نتوقف، وأن نطرق كل باب، ونعقد كل اجتماع يمكن أن يجعل مدينتنا أكثر قدرة على تحمّل تكاليف العيش لكل سكان نيويورك بلا استثناء. وسأوضح للرئيس ترامب أننى سأتعاون معه فى أى أجندة تخدم سكان نيويورك. وإذا كانت هناك أجندة تضرّ بسكان نيويورك، فسأكون أول من يعارضها.

ثم التقى ممدانى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، يوم الجمعة الماضى ٢١ نوفمبر، بعد كلمته إلى سكان نيويورك بيوم واحد، وهو الرجل الذى أعلن بفخر عن نفسه أنه أسوأ كابوس لدونالد ترامب، لكن يبدو أنه وجد العكس، وكان الرئيس الجمهورى وعمدة مدينة نيويورك الديمقراطى المنتخب زهران ممدانى ودودين مع بعضهما البعض، وتحدثا كثيرا عن أهدافهما المشتركة لمساعدة مسقط رأس ترامب، بدلا من خلافاتهما القابلة للاشتعال. وكان ترامب وصف ممدانى بأنه «شيوعى ومجنون وأحمق»، بينما وصف ممدانى إدارة ترامب بأنها «استبدادية»، واصفا نفسه بأنه «أسوأ كابوس لدونالد ترامب». لكن ما حدث فى البيت الأبيض جاء مخالفا للتوقعات، حتى إن ترامب دافع كثيرا عن ممدانى وأجاب أسئلة محرجة نيابة عنه، ليكسر حلقة العداء التى استمرت بينهما لأشهر. فعندما سأل أحد المراسلين ممدانى عن وصفه ترامب سابقا بأنه «فاشى»، منحه ترامب الإذن لاستخدام هذا الوصف بالفعل. وقال ترامب موجها حديثه لـ«ممدانى»: «لا بأس. يمكنك ببساطة أن تقول نعم، هذا أسهل من الشرح». وبالمثل، عندما أُشير إلى أن ممدانى وصف ترامب بالطاغية، تطوع ترامب قائلا: «وُصفت بأسوأ بكثير من الطاغية، وعندما سأل أحد المراسلين عن انتقاد ممدانى عمليات الترحيل التى ينفذها ترامب، أشار الرئيس إلى أن ذلك لم يكن جزءا كبيرا من حديثهما، رغم أن عمليات الترحيل كانت ربما الشغل الشاغل لترامب فى مدينة نيويورك طوال معظم العام. وقال ترامب: «هو لا يريد أن يرى جريمة وأنا لا أريد أن أرى جريمة، ولا أشك فى أننا سنختلف بشأن هذه القضية». وقال ترامب إنه فوجئ باجتماعهما «الرائع» وقال عن السياسى الاشتراكى الديمقراطي: «أعتقد أنه سيفاجئ بعض المحافظين فى الواقع». وقال «ممدانى» وترامب إنهما ناقشا معا الإسكان منخفض التكلفة وأسعار مواد البقالة والمرافق، حيث استغل ممدانى بشكل ناجح الاستياء الناتج عن التضخم للفوز بالانتخابات، تماما كما فعل الرئيس فى انتخابات ٢٠٢٤. وقال ترامب للصحفيين، بينما كان ممدانى إلى جانبه فى المكتب البيضاوي: «سنساعده على تحقيق حلم الجميع، بأن تكون نيويورك قوية وآمنة جدا». وذكر ممداني: «ما أقدره حقا بشأن الرئيس هو أن الاجتماع الذى أجريناه لم يركز على مواضيع الخلاف، التى هناك الكثير منها، وركز أيضا على الهدف المشترك الذى يجمعنا فى خدمة سكان نيويورك». وقال الرئيس عن «ممدانى» فيما يخص التضخم: «بعض أفكاره هى نفس الأفكار التى أتبناها بالفعل».

ومن رأى كاتب هذه السطور، أن الحوار الذى تم بين ترامب وممدانى، يوضح مدى ذكاء وحصافة ممدانى، وشخصيته الكاريزيمية، وأسلوب كلامه اللبق المهذب وهو واقف بجانب الرئيس ترامب وهو يجلس على مكتبه، ومن جانب الرئيس ترامب استطاع أن يحتوى العداء والخلاف مع ممدانى، وتحول إلى أب ودود لـ«ممدانى»، يدافع عنه ويسانده ضد هجوم الصحفيين، وتعهد له أن يقدم العون والدعم الذى يحتاجه، ولذلك كانت المقابلة غير متوقعة قلبت جميع الموازين وهذه هى السياسة.

محافظ المنوفية الأسبق