34% من النساء في إيطاليا يتعرضن للعنف.. واستطلاع جديد يكشف فجوة حماية مقلقة
كشف نقيب الأطباء من أصل أجنبي في إيطاليا، البروفيسور فؤاد عودة، رئيس الرابطة الطبية الأوروبية وجالية العالم العربي، عن نتائج استطلاع شامل أجرته AMSI وشركاؤها، بالتزامن مع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، أظهر أن 34% من النساء الإيطاليات تعرضن لشكل من أشكال العنف الجسدي أو النفسي أو اللفظي.
وأكد أن نسب العنف ترتفع بشكل حاد بين بعض الفئات، خاصة النساء المهاجرات والعاملات في قطاع الرعاية الصحية.
وأوضح الاستطلاع أن واحدة من كل ثلاث نساء إيطاليات واجهت عنفًا جسديًا أو نفسيًا أو اقتصاديًا، فيما أبلغت 18% عن تعرضهن للعنف داخل العلاقة الزوجية. كما أظهرت النتائج أن 22% من الضحايا لم يبلغن عن الحوادث خوفًا من العواقب أو لانعدام الثقة بالمؤسسات، بينما 31% لا يعرفن الخدمات الصحية والاجتماعية المتاحة لهن.
وأكدت الجمعيات المشاركة أن “إيطاليا لا تحتاج إلى أيام رمزية جديدة، بل إلى نظام وقاية مستمر وخدمات دعم فعالة”.
النساء المهاجرات: نسب العنف تتضاعف لتصل إلى 57%

كشف التقرير عن مستوى أعلى بكثير من الهشاشة بين النساء المهاجرات، حيث أبلغت 57% منهن عن تعرضهن للعنف أو التمييز أو الضغوط الاجتماعية، وتعرضت 44% لعنف نفسي أو لفظي، فيما واجهت 29% ابتزازًا اقتصاديًا أو سكنيًا.
كما أوضح الاستطلاع أن 14% فقط من النساء المهاجرات تمكنّ من الوصول إلى مراكز متخصصة في دعم ضحايا العنف، بينما تواجه 63% منهن حواجز لغوية تعيق الوصول إلى الخدمات الأساسية.
وقال البروفيسور عودة: “النساء المهاجرات هن الأكثر هشاشة والأقل وصولًا للحماية، غياب الوساطة والتواصل متعدد اللغات يزيد معاناتهن”.
وأظهر الاستطلاع أن 41% من النساء العاملات في مجال الرعاية الصحية تعرضن لاعتداءات لفظية أو جسدية خلال العامين الماضيين، وأن 26% واجهن عنفًا لفظيًا من المرضى أو أسرهم، بينما تعرضت 12% لاعتداء جسدي مباشر.
وأشارت نتائج الاستطلاع إلى أن 19% فقط يعملن ضمن منشآت تعتمد بروتوكولات حماية فعالة، وسط دعوات ملحة لاعتماد إجراءات موحدة تحمي مقدمي الرعاية الصحية.
العاملات المهاجرات في الصحة: عبء مضاعف وتمييز مستتر
أظهر التحليل أن 52% من العاملات من أصل أجنبي في قطاع الصحة تعرضن لتمييز أو إساءة غير مسجلة، بينما تعمل 38% منهن في نوبات أكثر إرهاقًا مقارنة بزميلاتهن الإيطاليات، كما أبلغت 24% عن تحرش لفظي، فيما تخشى 47% الإبلاغ عن الانتهاكات خوفًا على وضعهن الوظيفي أو تصريح الإقامة.
وأكدت الجمعيات أن حماية هذه الفئة “ضرورة لضمان استقرار نظام الرعاية الصحية بأكمله”.
تحليل شامل: العنف يتغذى على نقص الخدمات والحماية والتكامل
يشير التقرير إلى أن جذور العنف واحدة مهما اختلفت الفئات: نقص الخدمات، ضعف الوقاية، غياب التكامل، وغياب الشبكات الاجتماعية الحامية، وترى المنظمات أن العنف ينتشر “حيث تُترك المرأة وحدها”، بينما تتراجع معدلاته في البيئات التي تتوفر فيها حماية ومتابعة وترابط اجتماعي.
ولعبت أقسام DonneUnite التابعة لحركة Uniti per Unire، وقطاع المرأة في Co-mai، دورًا حاسمًا في إعداد وتحليل الاستبيان، وساهمت لورا مازا، فيديريكا فيديريتشي، وليلى بلعيطوش في توثيق احتياجات النساء، خاصة المهاجرات والفئات الأكثر هشاشة.
وأكد البروفيسور عودة أن هذه الأقسام “تمثل خط الدفاع الثقافي الأول ضد العنف، وتقوم بدور لا غنى عنه في الاستماع والدعم وبناء الجسور بين النساء والمؤسسات”.







