رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

أول محطة خارجية للبابا

ليو الرابع عشر يقضى عيد الشكر فى الشرق الأوسط

بوابة الوفد الإلكترونية

بعد أقل من سبعة أشهر على توليه البابوية، يستعد البابا ليو الرابع عشر، أول بابا أمريكى، لبدء رحلته الدولية الأولى خلال عيد الشكر، حيث سيتوجه إلى تركيا ولبنان فى جولة تمتد ستة أيام. وترصد العيون اختياره لهذه الوجهات بحثا عن دلائل على أولوياته العالمية منذ بداية بابويته.

وكان مراقبون قد تساءلوا فى البداية عما إذا كان ليو، الذى انتُخب فى مايو، سيزور الولايات المتحدة موطنه الأصلى، أو بيرو التى خدم فيها لعقود وعمل فيها كمبشر وأسقف، أو الجزائر مسقط رأس القديس أوغسطين التى ترتبط بالرهبانية التى قادها سابقا. لكنه فضّل، بدلاً من ذلك، التوجه إلى منطقة مزقتها الحروب والانقسامات الدينية، لتكون أول اختباراته الدبلوماسية والجيوسياسية الكبرى.

خلال زيارته، سيلتقى البابا بقادة دينيين داخل الكنيسة وخارجها، كما سيجتمع بالرئيس التركى رجب طيب أردوغان والرئيس اللبنانى جوزيف عون. وسيحشد المؤمنين فى المستشفيات ويترأس قداسا فى ساحة بإسطنبول، ويزور ميناء بيروت الذى دمره الانفجار عام ٢٠٢٠.

تحمل الوجهتان دلالات تاريخية كبيرة، فتركيا ولبنان كانتا مهد المسيحية على مدى قرون. وكانت إسطنبول، القسطنطينية حينها، عاصمة الإمبراطوريتين الرومانية والبيزنطية، ومسرح خلاف طويل بين الكاثوليك والأرثوذكس. ويعكس اختيار البابا السفر إلى هناك حرصه على بناء جسور بين مختلف الطوائف المسيحية.

قالت الباحثة فى شئون الموارنة الكاثوليك فيونا مكالوم غينى إن الرحلة لا تتعلق بالماضى فحسب بل بالحاضر، وتبعث أملا بمستقبل المسيحية فى المنطقة. وتأتى الرحلة لتؤكد رسالة السلام التى أطلقها البابا فى خطابه الأول فى مايو، فى وقت يواصل فيه وقف إطلاق النار الهش فى غزة، وتظل الهدنة مع الميليشيات اللبنانية معرضة للاختبار بعد الغارات الجوية الأخيرة.

أما تركيا، فتبدو محطة طبيعية للزيارة. فحتى البابا فرنسيس، سلف ليو، كان يخطط لزيارتها قبل مرضه هذا العام، وكان ينوى زيارة موقع نيقية لإحياء ذكرى 1700 لمجمع نيقية المسكونى الأول الذى صاغ عقيدة المسيحية الأساسية. ويؤكد البابا ليو فى رسالته الرسولية أن المجمع يقدم نموذج الوحدة الحقيقية فى ظل التنوع. ويرمز هذا إلى رغبته فى التواصل مع الطوائف المسيحية الأخرى، وإظهار الاهتمام بالعالم الإسلامى أيضا، لا سيما من خلال لقاء أردوغان الذى حول إحدى أكبر الكنائس المسيحية فى العالم إلى مسجد.

أما لبنان، فيعتبرها البابا محطة دعم للمجتمع المارونى الكاثوليكى، أكبر جالية كاثوليكية فى الشرق الأوسط، التى شهدت تراجع عددها نتيجة الهجرة. وزيارة ميناء بيروت تحمل رسالة تضامن مع اللبنانيين المتأثرين بالانفجار والكوارث المتلاحقة. ويتوقع أن يلتقى البابا الزعماء السياسيين بمن فيهم الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء نواف سلام ورئيس البرلمان نبيه برى، مع تجنب الرسائل السياسية العلنية، لكنها تشكل دفعا ضمنيا للحفاظ على الهدنة الهشة بين الأطراف المختلفة بعد عام على الحرب الأخيرة مع إسرائيل.