أزمة العقود في الكرة السعودية.. هل تهدد استقرار الأندية قبل مراحل الحسم؟
تعيش الكرة السعودية خلال الفترة الأخيرة حالة من التوتر في ملف تجديد العقود، بعدما بدأت معظم الأندية تواجه صعوبات واضحة في الاحتفاظ بنجومها، بسبب ارتفاع الرواتب، وتزايد العروض الخارجية، وتغير هيكل الإنفاق بعد الثورة الاستثمارية في دوري المحترفين.
وتشير تقارير محلية إلى أن عددًا من الأندية الكبرى تجد نفسها في موقف حرج، خصوصًا أن العديد من اللاعبين المحليين والأجانب يقتربون من دخول فترة الستة أشهر، ما يتيح لهم التفاوض بحرية مع أي نادٍ آخر. ويخشى الشارع الرياضي من أن تؤثر هذه التحديات على استقرار الفرق قبل المراحل المفصلية من الموسم.
أزمة العقود باتت ظاهرة متكررة، وليست حالة فردية لنادٍ بعينه، حيث تعاني عدة فرق من فجوة بين مطالب اللاعبين وبين الميزانيات المتاحة، خاصة مع اختلاف سياسات الإدارات في التعامل مع سقف الرواتب.
ويعتقد المختصون أن تأثير الأزمة قد يمتد إلى الجانب الفني، إذ إن تأجيل المفاوضات يسبب حالة من القلق لدى اللاعبين، وربما يقلل التركيز داخل الملعب. وفي بعض الحالات، يدفع تأخر التجديد إدارات الأندية للتفكير في بيع بعض الأسماء أو استبدالها خلال فترة الانتقالات، الأمر الذي يؤثر على الانسجام والتجانس الفني.
كما أن المنافسة بين الأندية السعودية والخارجية على اللاعبين باتت أصعب، إذ أصبحت الأندية الأوروبية والآسيوية تراقب الدوري السعودي عن قرب، مستغلة أي تعثر في المفاوضات للظفر بصفقات نوعية، خصوصًا مع بروز عدد كبير من الأسماء في الفترة الأخيرة.
ويؤكد الخبراء في الكرة السعودية ، أن الحل يكمن في وضع سياسات مالية واضحة، وتخطيط طويل المدى للعقود بحيث لا يحدث تراكم للأزمات في موسم واحد. كما يدعون إلى ضرورة تفعيل استراتيجية “التجديد المبكر” لتقليل الضغوط وتجنب الدخول في سباقات مالية مرهقة.
وفي انتظار ما ستسفر عنه الأسابيع القادمة، يبقى ملف العقود أحد أهم الملفات التي قد تحدد ملامح المنافسة في الكرة السعودية خلال المواسم المقبلة، في ظل سباق محموم بين الأندية للحفاظ على استقرارها الفني والمالي.