رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

"الأزهر للفتوى" يحتفل بـ45 عامًا على رحيل إمام القرّاء.. الشيخ الحصري

الشيخ الحصري
الشيخ الحصري

في ذكرى مرور 45 عامًا على رحيل القارئ الجليل الشيخ محمود خليل الحصري، يستعيد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية سيرة واحد من أعظم قراء القرآن الكريم في العصر الحديث، وصاحب المدرسة الصوتية المتفردة التي ظلت علامة مضيئة في تاريخ التلاوة.

 

نشأة قارئ استثنائي

وُلد الشيخ الحصري في 17 سبتمبر 1917م بقرية شبرا النملة بمحافظة الغربية، ونُسب إلى لقب "الحصري" نسبةً إلى والده الذي كان يشتهر بالتصدق بحُصر المصليات للمساجد.

منذ طفولته ظهرت عليه ملامح النبوغ؛ التحق بالكتاب في الرابعة، وأتمّ حفظ القرآن الكريم وهو لم يبلغ الثامنة بعد.

 وفي الثانية عشرة بدأ رحلته العلمية بالمعهد الديني في طنطا، حيث تلقى القراءات على كبار علماء الأزهر حتى حصل على شهادة القراءات العشر عام 1958.

 

تفوّق مبكر وبداية إذاعية لامعة

عام 1944 تقدّم الشيخ لامتحان الإذاعة المصرية، وحصل على المركز الأول بين المتقدمين، ليبدأ مسيرة صوتية تُعد من أهم ما قدمه القرّاء المصريون.

وفي عام 1950 عُيّن قارئًا للمسجد الأحمدي بطنطا، ثم انتقل عام 1955 إلى شرف قراءة القرآن بمسجد الإمام الحسين بالقاهرة.

 

بصمة صوتية لا تتكرر

تميّز الحصري بدقة الأحكام، وصفاء الأداء، وحسن الوقف والابتداء، مع مدرسة صوتية مميزة لم يُشبهه فيها أحد. وقد أسهمت هذه الخصائص في أن يصبح أحد أشهر قراء العالم الإسلامي، وجاب البلدان قارئًا للكتاب العزيز وسفيرًا للأزهر الشريف.

 

مناصب رفيعة وخدمة للقراء

تدرّج الشيخ في مواقع الدعوة وخدمة القرآن؛ إذ تولى منصب وكيل مشيخة المقارئ عام 1958، ثم أصبح شيخ عموم المقارئ المصرية عام 1961. كما عُيِّن خبيرًا بمجمع البحوث الإسلامية لشؤون القرآن، ثم رئيسًا لاتحاد قراء العالم سنة 1967.

وكان من أبرز الداعين لإنشاء دور لتحفيظ القرآن في كل قرى مصر، ولإقامة نقابة لقراء القرآن لرعاية شؤونهم.

 

تراث صوتي خالد

ترك الشيخ الحصري إرثًا ضخمًا من التسجيلات القرآنية التي لا تزال تُتداول في إذاعات العالم الإسلامي، ومن أشهرها:

  • المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم (1961).
  • المصحف المرتل برواية ورش عن نافع (1946).
  • المصحف بروايتي قالون والدوري (1968).
  • المصحف المعلّم (1969).
  • المصحف المفسر (1973).

وقد اشتهر برفضه الحصول على أي مقابل مادي نظير تسجيله للقرآن الكريم، وكتب على مظروف الإذاعة: «لا أتقاضى أي مال على تسجيل كتاب الله».

 

مؤلفات راسخة في علوم القراءات

لم يكن الحصري قارئًا بارعًا فحسب، بل كان عالمًا متخصصًا في علوم القرآن، ومن كتبه:

  • أحكام قراءة القرآن الكريم
  • القراءات العشر من الشاطبية والدرة
  • الفتح الكبير في الاستعاذة والتكبير
  • مع القرآن الكريم
  • رحلاتي في الإسلام
  • النهج الجديد في علم التجويد

 

أعمال خيرية وبصمة ممتدة بعد الرحيل

شيّد الشيخ مسجدًا ومعهدًا دينيًا ومدرسة لتحفيظ القرآن في قريته، وأوصى بثلث ماله لخدمة القرآن وأهله.

نال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1967، تقديرًا لإسهاماته الفريدة.

وفي 24 نوفمبر 1980، رحل صوت الحصري عن الدنيا، لكن تلاواته بقيت حيّة تُعلّم وتُلهم، وتُشعر المستمعين بخشوع القرآن وروحانيته.