وداع أخير برحمة.. هل يجوز كشف وجه الميت وتقبيل بعد التكفين؟
أكدت دار الإفتاء المصرية أن تقبيل الميت بعد تكفينه جائز شرعًا ولا حرج فيه، ما دام الوجه لم يتغير بطريقة تُسبب فزعًا أو أذى للمودّعين.
وأوضحت الدار أن هذا السلوك ليس بدعة، بل هو من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويُعد أحد صور الوداع المشروع المعبّر عن المحبة والرحمة.
دلائل من السنة النبوية على مشروعية التقبيل
استندت دار الإفتاء في فتواها إلى عدة أحاديث صحيحة ، منها:
النبي ﷺ قبّل عثمان بن مظعون بعد وفاته
روت السيدة عائشة رضي الله عنها أنها رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم بتقبيل عثمان بن مظعون وهو ميت، وهو حديث رواه جمع من المحدّثين وصححه كبار العلماء.
جابر يقبّل والده بعد استشهاده
جابر بن عبد الله رضي الله عنه كشف وجه أبيه بعد استشهاده يوم أحد، وقبّله وبكى، ولم ينهه النبي ﷺ عن ذلك.
أبو بكر يقبّل الرسول ﷺ بعد وفاته
عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، دخل أبو بكر رضي الله عنه، فكشف عن وجهه الشريف وقبّله قائلًا:
«بأبي أنت وأمي يا رسول الله، طبت حيًا وميتًا».
وقد بوّب الإمام البخاري لهذا الحديث بباب «الدخول على الميت بعد الموت إذا أُدرج في أكفانه»، وهو ما اعتبره العلماء دليلًا واضحًا على مشروعية كشف وجه الميت وتقبيله.
إجماع العلماء: التقبيل مباح ما لم يظهر تغيّر في الجثمان
أشارت دار الإفتاء إلى أقوال عدة من العلماء:
- ابن بطّال: يجوز كشف وجه الميت وتقبيله إذا لم تظهر عليه علامات تغيّر.
- العيني: الحديث دليل مباشر على جواز تقبيل الميت.
- ابن الملقّن والشوكاني: الأحاديث تثبت جواز التقبيل عند الوداع، ولم يُنقل إنكار من الصحابة على ذلك.
ويؤكد العلماء أن الأصل الإباحة، وأن هذا الفعل من السنن المحمودة التي تُعبّر عن الوفاء والمحبة.