كأس العرب 2025.. قراءة فنية في ملامح النسخة الأكثر تنافسية
مع اقتراب انطلاق كأس العرب 2025 في قطر، تتجه الأنظار إلى النسخة التي يتوقع لها كثيرون أن تكون الأشد تنافسًا في تاريخ البطولة. فمشاركة 16 منتخبًا، بينها منتخبات تخوض تصفيات شرسة للحصول على آخر 7 مقاعد، يُنذر بمستويات متقاربة ستجعل البطولة ساحة مفتوحة لكل الاحتمالات.
التأهل المباشر للتسعة الأوائل في تصنيف الفيفا منح البطولة ثقلاً فنيًا واضحًا، خصوصًا أن غالبية هذه المنتخبات تعتمد على جيل مطعّم بلاعبين محترفين في أقوى الدوريات الإقليمية. أما بقية المنتخبات، فستخوض تصفيات تُشبه “ملحقًا مصغرًا”، قد يفرز مفاجآت مبكرة.
ومن عوامل قوة النسخة المقبلة، أن المنافسة تُقام في ملاعب ذات جاهزية عالمية، أبرزها استاد البيت ولوسيل والمدينة التعليمية، وهي ملاعب أثبتت قدرتها على إدارة مباريات كبرى خلال مونديال 2022. البنية التحتية المميزة تضمن جودة فنية عالية بفضل أرضيات مستوية وأجواء تنظيمية مستقرة.
كما أن توقيت البطولة في ديسمبر يمنح اللاعبين أفضلية بدنية، فغالبية الدوريات العربية تكون في منتصف الموسم، حيث يكون اللاعب في ذروة جاهزيته. إضافة إلى ذلك، يسهم الضغط الجماهيري المتوقع في رفع مستوى الأداء، خصوصًا أن البطولة تُعد فرصة لإثبات الذات في ظل غياب المحافل العربية الجامعة الأخرى.
وتبدو الحسابات الفنية أكثر تعقيدًا عند النظر للمباراتين الأبرز: الافتتاح بين قطر والفائز من مواجهة فلسطين وليبيا، والنهائي المرتقب على ملعب لوسيل.
قطر—بحكم عامل الأرض—قد تدخل باعتبارها المرشحة الأبرز، لكن طبيعة البطولة العربية لطالما حملت مفاجآت كبرى.
كأس العرب 2025 ليست مجرد بطولة إقليمية، بل اختبار فني حقيقي للمنتخبات العربية قبل تصفيات المونديال المقبلة، وفرصة لاكتشاف لاعبين جدد قد يشكلون مستقبل الكرة العربية.