عم جحا.. شخصية تراثية عربية تحولت إلى علامة رياضية بكأس العرب
مع إطلاق اللجنة المنظمة لبطولة كأس العرب 2025 التميمة الرسمية "جحا"، أعادت قطر إحياء إحدى الشخصيات الأكثر شهرة في التراث العربي، لكن هذه المرة في سياق رياضي معاصر.
ويبدو أن اختيار "جحا" لم يكن مجرد قرار فني، بل خطوة تسويقية محسوبة تستهدف ربط البطولة بجذر ثقافي مشترك بين الشعوب العربية.
فشخصية جحا ليست مجرد شخصية فكاهية، بل رمز شعبي يجمع بين الحكمة والسخرية، ويمتلك حضورًا متجذرًا في الذاكرة العربية. هذا النوع من التمائم يحقق ما يسميه خبراء التسويق بـ"الألفة الثقافية"، أي شعور الجمهور بأن العنصر المستخدم جزء من حياته اليومية وتاريخه. ويسهم ذلك عادة في زيادة ارتباط المشجعين بالبطولة وشعورهم بأنها صناعة عربية خالصة، لا مجرد حدث رياضي.
وتأتي البطولة في ظرف تشهده الدوحة التي تستضيف سلسلة من الأحداث الكروية العالمية خلال العام، بدءًا من كأس العالم تحت 17 عامًا وصولًا إلى كأس القارات للأندية. وتراهن قطر على دمج هويتها الثقافية في هذه الفعاليات لإظهار قدرتها على تقديم نسخ فريدة من البطولات، لا تعتمد فقط على البنى التحتية، بل على الهوية العربية نفسها.
وتشارك في كأس العرب 16 دولة، من بينها 9 منتخبات ضمنت التأهل المباشر عبر التصنيف الدولي، بينما تخوض بقية الدول مباريات حاسمة للتأهل في يومي 25 و26 نوفمبر. هذا التنوع الإقليمي، مع شخصية جحا التي يعرفها الجميع، يخلق نموذجًا اتصاليًا شاملًا يساعد على تجميع الجمهور تحت مظلة واحدة.
ومع اقتراب موعد مباراة الافتتاح بين قطر والفائز من مواجهة فلسطين وليبيا على ملعب البيت، تبدأ التميمة في أداء دورها الحقيقي: تعزيز الحضور الجماهيري، جذب الأطفال، وتحويل الحدث إلى احتفالية بصرية ممتدة. أما النهائي فسيقام على ملعب لوسيل، ما يعيد للأذهان أجواء مونديال 2022.
اختيار جحا يفتح الباب أمام نموذج جديد للتمائم العربية المبنية على التراث، وليس المخلوقات الكرتونية المعتادة. وبذلك، تعيد البطولة تعريف التميمة ليس كرمز تسويقي فقط، بل كجسر ثقافي بين الماضي والرياضة الحديثة.