رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

الناصية

لا أحد ينكر وجودها ولا يقلل من حجمها فهى واضحة وضوح الشمس.. بعدد سكانها الذى يبلغ نحو المليار ونصف المليار، وباقتصادها المتصاعد بدون هبوط حتى ولو كان اضطراريًا.. وكقطار انطلق بأقصى سرعته ولا محطات له فلن يتوقف مرة أخرى!

ومع ذلك الصين بلد غامض كمثل ساحرة تختفى وراء ستار ولا أحد يعرف هى شريرة أم طيبة، أو بلد من كوكب آخر خارج مجموعتنا الشمسية وسكانها كائنات لا ينتمون إلى كائنات الأرض فهم يعملون وينتجون بلا انقطاع وبلا راحة.. ونبدو أمامهم نحن الأطول والأعرض منهم أقصر وأرفع ومحدودى القدرات والإمكانيات!

هناك نكتة أو مفارقة ضاحكة حول نوع قطعة الغيار التى يجب شراؤها لسيارة صينية.. هل ستكون أصلية أم صيني؟!.. واللغز الصينى لا يختلف كثيرًا عن هذه المفارقة.. حيث إن المسافة ما بين الأصلى والمقلد والحقيقى والمزيف فى الصين.. هى مسافة منعدمة لا فرق ولا أحد يستطيع التفريق بينهما!

كمثل الصين نفسها.. لا نعرف هى أصل أم تقليد؟.. هى قوة كبرى مثلها مثل أمريكا أم إنها مجرد النسخة المقلدة من أمريكا.. فهى قوية سياسيًا بدون هيمنة ولا تحالف ولا أحلاف مؤثرة، واقتصادها عظيم ومع ذلك عملتها غير ذات قيمة فعلية فى اقتصاد العالم مثل الدولار، ومتقدمة علميا بدون أن يكون لمنجزاتها العلمية واختراعات وابتكارات علمائها نفع حقيقى للبشرية مثل علماء وأطباء أمريكا وأوروبا!

ورغم كل إمكانيات الصين، وقوة اقتصادها كثانى اقتصاد فى العالم بعد أمريكا، ومع ذلك لم تصل بعد إلى مستوى الندية والصراع الخفى والمعلن مع أمريكا كما هو الحال بين أمريكا وروسيا، ولا تعتبر فى موازين القوى والصراعات الدولية القوة المقابلة فى مواجهة أمريكا والغرب مثل روسيا، مع إن الصين بالأرقام تفوق روسيا عشرات المرات فى الاقتصاد وصناعة السلاح وحتى فى الصعود إلى الفضاء!

إن قوة الصين كنظرية لم تختبر.. نشعر بها ولا أحد يعرف فائدتها، وكسلاح مدمر لم يستخدم، ولا أحد يعرف حقيقة قوته.. فمثلًا لم تستطيع الصين حماية منظمة البريكس للدول الناشئة أمام تهديدات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بأنه سيفرض رسوم جمركية بنسبة تصل إلى 100 % على دول المجموعة، فى حال قررت المجموعة صك أو استعمال عملة أخرى لتحل محل الدولار الأمريكى.. فتراجعت المنظمة وتراجعت معها الصين فى صمت!

وربما الصين قوة ليست عظمى بالمعنى الكلاسيكى الذى كان ولازال بين أمريكا والاتحاد السوفيتى، روسيا الان، أو ما كان بين الغرب والشرق.. فهى قوة بلا عظمى أو عظمى بلا قوة ولكن ماذا تكون.. ومتى ستكون؟!.. ربما فى المقال التالى.

 

[email protected]