مشاركة عربية تاريخية في مونديال 2026
تشهد نهائيات كأس العالم 2026 حدثاً غير مسبوق في تاريخ الكرة العربية، مع تأهل سبعة منتخبات عربية دفعة واحدة إلى البطولة الأكبر في عالم كرة القدم، في مشاركة تُعد الأضخم منذ انطلاق المونديال قبل نحو تسعين عاماً ، ويأتي هذا الظهور العربي المكثّف نتيجة تطور مستويات المنتخبات وارتفاع قوة المنافسة في القارتين الأفريقية والآسيوية، إضافة إلى النظام الجديد للبطولة الذي رفع عدد المقاعد إلى 48 منتخباً.
وتأتي منتخبات المغرب وتونس والجزائر ومصر من قارة إفريقيا، بينما تأهلت السعودية وقطر والأردن من آسيا، مع إمكانية زيادة العدد إلى ثمانية منتخبات إذا تمكن العراق أو الإمارات من الظفر ببطاقة الملحق العالمي.
ورغم أن البطولة ستشهد مشاركة قياسية عامة، فإن الظهور العربي يحمل خصوصية إضافية تمثلت في التوزيع الجغرافي الواسع للمنتخبات المتأهلة، ما يعكس تنامي القدرات الفنية والاستثمار الرياضي في المنطقة.
المغرب، بصفته صاحب أفضل إنجاز عربي وأفريقي في تاريخ المونديال بالوصول إلى نصف نهائي نسخة قطر 2022، يدخل البطولة الجديدة بوصفه رقماً ثابتاً لا يمكن تجاهله، بينما تستعيد مصر حضورها العالمي بعد غياب استمر منذ 2018، وتعود الجزائر بعد مشاركتها الأخيرة في 2014. أما قطر، فتخوض ثاني مونديال في تاريخها بعد مشاركتها الأولى حين استضافت البطولة عام 2022.
وتحمل مشاركة الأردن دلالة تاريخية خاصة، كونها الأولى في تاريخه الكروي، بعد مسيرة مميزة في التصفيات أكدت التطور الكبير الذي وصلت إليه الكرة الأردنية. كما تُعد مشاركة السعودية السابعة في تاريخها امتداداً لحضورها المستمر في المونديال، بينما يحافظ المنتخب التونسي على مكانه المعتاد كبطل للتأهل القاري.
ومع هذا العدد الكبير من المنتخبات، ترتفع الآمال العربية في تحقيق إنجازات جديدة تتجاوز مجرد الظهور. فالتجربة المغربية، وما حملته من تأثير عالمي، قد تفتح الباب أمام منتخبات عربية أخرى لإعادة صياغة صورتها على المسرح الدولي. كما أن تواجد هذا العدد الضخم من المنتخبات يمنح الجمهور العربي فرصة متابعة مونديال مختلف قد يغير الكثير في مستقبل كرة القدم بالمنطقة.