رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

كلمة حق

لم أكن أتصور وأنا فى بداية عملى بالسياسة منذ عقود من الزمن، أنه سيأتى اليوم وأنا أرى حجم التأثير الكبير للسوشيال ميديا فى كل مناحى الحياة حتى وصلت للانتخابات البرلمانية، وغيرت قواعد اللعبه تمام، عزيزى المرشح بجانب مؤتمراتك ولقاءتك هناك وسيلة أسرع من البرق افتح كاميرا تليفونك وانت هتكون عند كل مواطن فى بلدك ودايرتك.
حد هيسألنى هو الموضوع بسيط كده.. اه والله السوشيال ميديا الفيس بوك والتيك توك وغيرها تحولت إلى منصة تفاعل مباشر بين المرشحين والمواطنين، ووسيلة فعالة لنقل الرسائل السياسية بسرعة ودقة وانتشار واسع.
فى إحدى الجلسات مع أهلى فى الريف وتحدثنا عن الانتخابات همس فى أذنى أحد المواطنين وقال لى: زمان أجدادنا وأبهاتنا كانوا بيقولوا روحوا مؤتمر المرشح فلان أو اجتماع فلان اسمعوا منه شوفوا هيقول إيه أو هيقدم إيه، دلوقتى مش محتاجين نروح ولا نيجى كفاية نفتح شاشة الموبايل، وإحنا هنشوف لقاءات وفيديوهات وبرامج انتخابية، ومواقف كتير تقدر تحدد بيها بشكل كبير وجهتك أو دعمك. 
تغيير فكر وتوجه الدعاية الانتخابية بهذا الشكل باستخدام التكنولوجيا، شىء عظيم وجميل ورائع … ولكن فى نفس الوقت شى خطير ومقلق ويحتاج الى قواعد تحكمه لأنه زى ما ساهمت الدعاية عبر السوشيال ميديا فى تمجيد المرشح الفلانى وتعداد مواهبه كمان دى سلاح ذو حدين يمكن أن يستخدم ضده فى الدعاية السلبية بالتاثير عليه ببث الشائعات أو الهجوم عليه.
فاكرين اليفط القماش اللى كنا بنعملها فى الانتخابات والاستحقاقات الدستورية ويتم الكتابة عليها، أصبحت موروثات ويمكن هييجى الوقت اللى هتبقى فى اهمية البرديات اللى لوعثرت عليها هتبقى عثرت على كنز، حلت محلها اليفط البلاستيك وكمان يفط مضيئة، كلها تسير مع السوشيال ميديا فى تغيير نمط الدعايا الانتخابية وكمان تأثيرها على المواطن. 
وحسناً فعلت الداخلية فى إيجاد نوع من الانضباط، فى محاربة الاستخدام السىء لوسائل التواصل الاجتماعى وغيرة، والحملة اللى شنتها على مشاهير التيك توك اللى تربحوا وكونوا شبكات غسيل أموال، ولكن أخشى أن تمتد هذه الاساليب الى الدعايا الانتخابيه وتسهم السوشيال ميديا والبلوجرات، فى تغييت عقول البشر فى الانتخابات كما حدثت فى كثير من الأحيان.
لست ضد التطور والانفتاح ومواكبة العصر، ولكنى مواطن مصرى ومسئول فى بلدى ولدى التزام وواجب تجاه وطنى، هو أن أحافظ عليه، علينا أن نضع نصب أعيننا ثقافتنا الموروثة وشهامة ولاد البلد وأن نزرعها فى النشء للحفاظ على هذه البلد وهو الأمر الذى يجعلنا ان نستخدم السوشيال ميديا الاستخدام المنضبط.
ظاهرة الدعاية الانتخابية الحديدة تستحق الدراسة من الإعلام والأكاديميين والمتخصصين فى تاثيير السوشيال ميديا وتطوير مسار الدعاية الانتخابية بهذا الشكل الكبير والخطير.
«إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب» وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية.
المحامى بالنقض
وكيل لجنة الشئون الدستورية التشريعية بمجلس النواب