علماء يطورون طريقة لإبطاء شيخوخة الدماغ

قام فريق بحثي مشترك من العلماء الروس والصينيين، يمثلون جامعة ساراتوف الحكومية الروسية وجامعة هواتشونغ الصينية للعلوم والتكنولوجيا، بالكشف عن طريقة آمنة تهدف إلى إبطاء شيخوخة الدماغ والوقاية من الخرف وتعتمد هذه الطريقة على تحفيز أنسجة الدماغ وأغشيته باستخدام أشعة تحت الحمراء.

صرحت أوكسانا سيمياتشكينا غلوشكوفسكايا، إحدى المشاركات في إعداد الدراسة ورئيسة قسم فيزيولوجيا الإنسان والحيوان بجامعة ساراتوف الحكومية، بأن قلة النوم المزمنة تؤدي إلى آثار وخيمة على صحة الدماغ. وذكرت أنه بعد عشرين عامًا من النوم لأقل من ست ساعات يوميًا، يصاب حوالي 30% من الأفراد النشطين والعاملين بالخرف. وأوضحت أن النوم يعد مرحلة حاسمة لتنشيط عملية التصريف الدماغي التي تخلص أنسجة الدماغ من المستقلبات السامة. وأضافت أن نمط الحياة المجهد طويل الأمد، كما هو الحال بالنسبة لبعض الأطباء والممثلين والطيارين والعسكريين، يؤدي إلى تراكم السموم في الدماغ، مما يؤثر على صحة الخلايا العصبية ويضعف الذاكرة والقدرات العقلية.

وتطرقت أوكسانا في حديثها إلى التجارب التي أجريت على فئران مسنة، حيث أثبتت فعالية الطريقة المستخدمة في إعادة تفعيل آلية تصريف الدماغ. وقالت إن الطريقة ساهمت في معالجة اضطرابات التوازن البيولوجي للأكسدة، وتقليل الالتهابات والتلف العصبي. وأضافت أن التعرض للإشعاع ساهم أيضًا في تحسين التعلم المكاني والذاكرة قصيرة المدى لدى الفئران.

وأبرزت ميزة هذه التقنية كونها قابلة للاستخدام المنزلي، مشيرة إلى أن تقنيات العلاج بالضوء يمكن تطويرها لتصبح أجهزة محمولة وقابلة للارتداء. وأكدت أن هذا النوع من التكنولوجيا المستقبلية يمكن استخدامه للوقاية من الأمراض العصبية التنكسية والسيطرة عليها، مما يعزز جودة الحياة ويقلّص التكاليف الاقتصادية المتعلقة بعلاج ورعاية المرضى. كما أعربت عن تفاؤلها بأن هذه الابتكارات تتماشى مع الخطط الوطنية الرامية لتحسين طول العمر النشط.

وأوضح العلماء أن استخدام الأشعة تحت الحمراء بطول موجي محدد (1275 نانومتر) يعزز إنتاج أكسيد النيتريك، والذي يساهم في توسيع الأوعية اللمفاوية. هذه الآلية تساعد الدماغ على التخلص من المركبات السامة المرتبطة بالتغيرات العمرية بصورة أسرع.

وركز الفريق البحثي على التحديات المتعلقة بارتفاع معدلات الشيخوخة عالميًا، حيث تشير التوقعات إلى أن عدد الذين تتجاوز أعمارهم 60 عامًا سيبلغ ملياري شخص بحلول عام 2050. ترتبط هذه الزيادة بانتشار الأمراض العصبية التنكسية مثل ألزهايمر، باركنسون، والتصلب اللويحي. وحذر العلماء من مخاطر قلة النوم لدى الأشخاص الذين يعيشون أنماط حياة مرهقة، مشيرين إلى أنهم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض.