مأساة صنعتها المخدرات بالدقهلية
الدم سال بين الأخوات
زوجة الضحية: كان عايز أخوه يبقى كويس
والدتهما: كنت بدعيلهم يعيشوا سوا.. مات واحد والتانى أتسجن
كانت الساعة تقترب من منتصف الليل فى قرية ليسا الجمالية بمحافظة الدقهلية، والهدوء يخيّم على شوارعها لا يقطعها سوى نباح كلب بعيد وصوت مروحة تدور فى سقف أحد البيوت.
لكن خلف أحد الجدران، كانت مأساة لم يكن أحد من الجيران يتخيل أنها ستنتهى بدماء الإخوة على أرض واحدة.
فى ذلك المنزل البسيط كان يعيش «وليد شطا الحديدى»، رجل فى الخمسين من عمره، يعمل سائق حفار، معروف بين الناس بهدوئه وحرصه على أسرته الصغيرة — زوجته وطفليه.
لكن القدر خبّأ له مشهدًا لا يخطر ببال، أخوه الأصغر كان يعيش صراعًا مع نفسه، بين نوبات الغضب والإدمان، بين نصائح أخيه الكبير، وانكساراته المتكررة أمام رفاق السوء، «وليد» حاول أكثر من مرة أن يمد له يده، أن ينتشله من الهاوية، لكن كلمات النصح كانت ترتد كالسكاكين إلى صدره.
كانت الساعة تشير إلى الواحدة والنصف صباحًا حين دوّى جرس الباب بعنف،
استيقظ وليد فزعًا، خرج بخطوات مترددة نحو الباب، بينما زوجته تراقب من بعيد، فتح الباب ليجد شقيقه الأصغر أمامه، وجهه غاضبًا، وصوته يعلو: «أنت بتراقب تليفونى؟ عايز تعرف أنا بروح فين ليه؟».
ارتبك وليد، وردّ بصوتٍ حاول أن يبقيه هادئًا:
«يا ابنى أنا كل اللى عايزه إنك تبطل، عايزك تبقى كويس».
لكن الكلمات لم تجد طريقها للعقل، اشتعل الغضب فى عيون الأخ الأصغر، وبدأت مشادة بينهما تحولت إلى مشاجرة بالأيدى، حاولت الزوجة التدخل، لكن لحظة واحدة فقط كانت كفيلة بأن تغيّر حياة الجميع إلى الأبد.
فى لحظة جنون، أخرج الأخ سكينًا من بين طيات ملابسه، طعن بها شقيقه طعنة نافذة فى صدره، اخترقت قلبه وأسقطته أرضًا بلا حراك.
صرخة الزوجة دوّت فى أرجاء البيت، لتوقظ الجيران من نومهم، هرعوا إلى الداخل ليجدوا المشهد الذى لا يُنسى «وليد ممددًا على الأرض وسط بركة من الدماء، وأخوه يقف بجانبه شاحب الوجه، لا يصدق ما اقترفته يداه».
لم تمر دقائق حتى وصلت الأم بعد أن سمعت الصراخ من بعيد، دخلت وهى تلهث، تبحث بعينيها عن ولديها، لتجد أحدهما جثة هامدة، والآخر واقفًا يرتجف.
انهارت الأم على الأرض، تحتضن جسد ابنها الملطخ بالدماء وتصرخ: «يا رب.. ابنى قتل ابنى، كانت صرختها تمزّق صمت الليل وتوجع القلوب.
وصلت الشرطة إلى المكان، تحفظت على الجانى والسلاح المستخدم، وأخذت الزوجة فى حالة انهيار تروى تفاصيل ما حدث لحظة بلحظة.
قالت بصوتٍ متقطع: «هو ماكانش عايز غير مصلحته.. كان بيحاول يبعده عن طريق السوء، بس القدر كان أسرع».
أما الأخ الأصغر، فظلّ صامتًا، ينظر إلى يديه الملطختين بدم أخيه، وكأن الزمن توقف عند تلك اللحظة التى لم يعد بعدها شىء كما كان.
تم نقل الجثة إلى المشرحة، وأمرت النيابة بحبس المتهم على ذمة التحقيقات، بينما بقيت القرية كلها تتساءل كيف يمكن ليدٍ كانت تُصافح بالأمس، أن تحمل اليوم خنجرًا؟.