رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

فورد تدرس إيقاف إنتاج شاحنة F-150 لايتنينج الكهربائية وسط خسائر مالية كبيرة

بوابة الوفد الإلكترونية

أفادت صحيفة وول ستريت جورنال اليوم بأن شركة فورد الأمريكية قد تكون على وشك اتخاذ قرار صعب يتعلق بشاحنتها الكهربائية الرائدة F-150 لايتنينج، والتي تعد نسخة كهربائية من أكثر شاحنات البيك أب مبيعًا في الولايات المتحدة.

 ونقلت الصحيفة عن مسؤولين تنفيذيين في الشركة قولهم إن فورد ستدرس احتمال إيقاف إنتاج هذا الطراز بالكامل، وسط ضغوط متزايدة على عملياتها المتعلقة بالمركبات الكهربائية. وحتى الآن، لم تصدر الشركة تعليقًا رسميًا، لكنها أكدت أنها ستستمر في مراقبة السوق وتقييم الخيارات الاستراتيجية.

كان عام 2025 عامًا صعبًا على فورد في قطاع السيارات الكهربائية، فقد اضطرت الشركة إلى خفض إنتاج F-150 لايتنينج في يناير الماضي بسبب تباطؤ الطلب، ما أدى إلى نقل عدد من العمال من خطوط إنتاج هذه الشاحنة للعمل على طرازات أخرى. وتفاقمت المشكلات في أكتوبر بعد اندلاع حريق في مصنع للألمنيوم، المزود الرئيسي لقطع شاحنات لايتنينج، ما أدى إلى توقف الإنتاج مؤقتًا.

الأرقام المالية لفورد تكشف عن حجم التحديات، حيث تكبدت الشركة خسائر كبيرة في عملياتها المتعلقة بسيارات موديل e الكهربائية، بلغت 1.4 مليار دولار خلال الربع الثالث من العام، و 3.6 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025. هذه الخسائر دفعت فورد إلى إعادة النظر في استراتيجيتها المتعلقة بالسيارات الكهربائية، مع التركيز على تطوير سيارات كهربائية أصغر حجمًا وأكثر تكلفة تعتمد على منصة Universal EV الخاصة بها، بدلًا من المشاريع الكبيرة مثل F-150 لايتنينج.

ويتزامن هذا التحدي مع تغير البيئة السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة، حيث أُلغي في سبتمبر الماضي الإعفاء الضريبي الفيدرالي البالغ 7500 دولار لشراء السيارات الكهربائية، في إطار السياسات المالية للإدارة الحالية. هذا الإلغاء من شأنه أن يؤثر على قرار المستهلكين ويؤخر نمو السوق الكهربائي بشكل ملموس.

وفي هذا السياق، أعرب توشيهيرو ميبي، الرئيس التنفيذي لشركة هوندا، في حديثه مع موقع Engadget، عن تخوفه من تداعيات السياسات الجديدة على المدى الطويل، مؤكدًا أن "مع تولي إدارة ترامب زمام الأمور، لدينا شعور بأن نمو السيارات الكهربائية ربما يكون قد تأخر خمس سنوات تقريبًا". هذه التصريحات تسلط الضوء على المخاطر التي تواجه الشركات الأمريكية الراغبة في توسيع خطوط إنتاجها الكهربائية في بيئة تشريعية غير مستقرة.

من جهتها، تشير المصادر إلى أن قرار فورد النهائي بشأن F-150 لايتنينج لن يقتصر فقط على التحديات المتعلقة بالطلب أو الحوادث المفاجئة، بل يشمل التحليل الاستراتيجي للأرباح والخسائر ومدى قدرة الطراز على المنافسة مع شاحنات كهربائية أخرى في السوق الأمريكية. فورد ليست الشركة الوحيدة التي تواجه صعوبات؛ إذ بدأت شركات تصنيع السيارات الكبرى إعادة تقييم استثماراتها في السيارات الكهربائية الكبيرة، والتوجه نحو طرازات أصغر وأكثر اقتصادية لتلبية احتياجات السوق وتقليل المخاطر المالية.

يذكر أن شاحنة F-150 التقليدية كانت ولا تزال رمزًا للسيارات الأمريكية، وتمثل جزءًا كبيرًا من مبيعات فورد السنوية، وهو ما يجعل القرار بإيقاف النسخة الكهربائية تحديًا مزدوجًا بين الحفاظ على إرث العلامة التجارية والتكيف مع متطلبات السوق الجديد. ومع ذلك، يبدو أن فورد تعكف على إعادة تشكيل استراتيجيتها بعناية، مع التركيز على الابتكار في القطاع الكهربائي وتقديم سيارات أكثر ملاءمة للتكلفة وأقل تعقيدًا من الناحية الإنتاجية.

في النهاية، يبقى مصير F-150 لايتنينج محل متابعة حثيثة من المستثمرين والمستهلكين على حد سواء، إذ يمثل هذا القرار مؤشرًا مهمًا على اتجاه صناعة السيارات الأمريكية نحو الكهرباء والاستدامة، وعلى مدى قدرة الشركات الكبرى على مواجهة التحديات المالية والسياسية والتكنولوجية في نفس الوقت.