رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

الإفتاء توضح.. هل الكلام أثناء الوضوء يبطله؟

بوابة الوفد الإلكترونية

أوضح الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن السُّنّة النبوية توصي المسلم بأن يتوضأ في خشوعٍ وصمتٍ، دون انشغالٍ بالكلام أو الحديث الجانبي، لأن الوضوء عبادة من العبادات التي تستدعي حضور القلب واستحضار النية.

وفي إجابته  حول حكم الكلام أثناء الوضوء، قال شلبي:"السنة أن يتوضأ الإنسان وهو صامت، فلا يتكلم إلا لحاجة أو ضرورة، لأن الوضوء عبادةٌ يُستحب أن تؤدى بخشوعٍ وهدوءٍ وذكرٍ لله تعالى."

وأكد أن الكلام لا يُبطل الوضوء، لكنه يُخالف الأكمل والأفضل، مضيفًا أن الأولى بالمسلم أن يُشغل لسانه بالذكر والدعاء أثناء الوضوء، مثل قوله:"اللهم طهر وجهي من الذنوب، اللهم اغسلني من الخطايا."
فذلك أدعى إلى استشعار معنى الطهارة الحقيقية التي تمس الجسد والروح معًا.

 

الماء الذي يغسل الذنوب.. أسرار الطهارة في السنة النبوية

تحدث أمين الفتوى عن فضل الماء الطهور في الإسلام، مبينًا أن الماء الخارج من الوضوء يحمل الذنوب والخطايا، مستدلًا بحديث النبي ﷺ:"إذا توضأ العبد المؤمن فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه."

وأشار إلى أن بعض العلماء يرون أن ترك تنشيف الأعضاء بعد الوضوء من السنة، لأن الماء الطاهر الخارج من الجسد قد يكون سببًا لمغفرة الذنوب، فيُستحب تركه حتى يجف بنفسه، دون مسحه بالمناشف، اقتداءً بآثار الصحابة الكرام.

 

الكلام أثناء الوضوء لا ينقص الثواب لكنه يضعف الخشوع

أكد الدكتور محمود شلبي أن الكلام أثناء الوضوء لا يفسده ولا ينقص ثوابه من حيث الحكم الشرعي، لكنه يحرم المسلم من الروحانية والسكينة التي تصاحب هذه العبادة.

وقال:"الوضوء ليس مجرد غسل للأعضاء، بل هو تطهير للذنب والنية والقلب، فالأفضل للمسلم أن يؤديه في سكونٍ، مستشعرًا أن مع كل قطرة ماءٍ تُغسل خطيئةٌ من بدنه."

ودعا أمين الفتوى إلى الاهتمام بالنية الصادقة عند كل وضوء، لأن النية هي أساس القَبول في العبادات كلها، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ:"إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى."

 

الإفتاء توضح مبطلات الوضوء التي يغفل عنها البعض

وفي سياق متصل، ذكّر الدكتور محمود شلبي بأبرز مبطلات الوضوء التي يجب على المسلم معرفتها، حتى يحافظ على صحة طهارته وصلاته، ومنها:

أكل لحم الإبل، لحديث النبي ﷺ:"نعم، فتوضأ من لحوم الإبل." (رواه مسلم).

تغسيل الميت، إذ يُستحب بعده الوضوء، كما قال الصحابي الجليل أبو هريرة:"أقل ما فيه الوضوء."

الردة عن الإسلام، لأنها تُبطل جميع الأعمال، فإذا تاب المرتد وأعاد إسلامه، وجب عليه الاغتسال والوضوء من جديد.

خروج المذي أو الودي، وهما من نواقض الطهارة التي تستوجب الوضوء، كما جاء في حديث سهل بن حنيف رضي الله عنه.

سيلان الدم الكثير أو القيء الغزير، إذ يرى المالكية والشافعية أنه ينقض الوضوء، بخلاف القليل منه.

الغيبة والكلام القبيح، التي عدّها المالكية من موجبات الوضوء الأدبي، وإن لم تنقضه شرعًا، لما فيها من أثرٍ معنويٍّ على طهارة القلب.

 

طهارة الجسد مدخل لطهارة القلب

واختتم الدكتور محمود شلبي حديثه مؤكدًا أن الطهارة في الإسلام ليست مجرد نظافة ظاهرية، بل عبادةٌ عظيمة تُطهّر الظاهر والباطن، وهي أول خطوة نحو الصلاة التي هي عماد الدين.

وقال:"من توضأ بإخلاصٍ، خرج من ذنوبه نقياً كما ولدته أمه، فالماء لا يغسل الأعضاء فقط، بل يغسل القلب من الغفلة، ويُجدد الإيمان في النفس."

كما شدد على أن الهدوء أثناء الوضوء يُورث السكينة، وأن المسلم الذي يُقبل على هذه العبادة بنية خالصة يذوق لذة الإيمان في كل قطرة ماء، داعيًا الجميع إلى تعلم أحكام الوضوء والسنة فيه، لأنها مفتاح القبول في الصلاة وكل عبادة بعدها.