دراسة: الحناء قادرة على علاج أمراض الكبد
في مفاجأة علمية مثيرة، كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة القاهرة أن نبات الحناء، الذي يعرف منذ آلاف السنين بفوائده الجمالية والتجميلية، قد يمتلك خصائص طبية فعالة في علاج أمراض الكبد، وخاصة الالتهابات المزمنة الناتجة عن الإجهاد التأكسدي وتلف الخلايا.
وأشارت الدراسة إلى أن مستخلص أوراق الحناء يحتوي على مركبات الفينولات والفلافونويدات، وهي مضادات أكسدة قوية تساعد على حماية خلايا الكبد من التلف الناتج عن تراكم السموم في الجسم، وهذه المركبات تعمل على تقليل الالتهاب وتحسين وظائف الكبد، وهو ما يجعلها مرشحًا طبيعيًا واعدًا في مجال الطب البديل.
وأوضح الباحثون أن التجارب الأولية على الحيوانات أظهرت انخفاضًا ملحوظًا في إنزيمات الكبد الضارة بعد استخدام مستخلص الحناء، إلى جانب تحسن في نسيج الكبد والقدرة على مقاومة الإجهاد التأكسدي، كما لوحظ أن الحناء ساعدت في استعادة التوازن بين مضادات الأكسدة والمواد المؤكسدة داخل الجسم.
وأكدت نتائج الدراسة أن الحناء يمكن أن تلعب دورًا وقائيًا مهمًا في مواجهة أمراض مثل الكبد الدهني والتهاب الكبد الفيروسي وتليف الكبد، خاصة عندما تُستخدم ضمن نظام غذائي صحي وتحت إشراف طبي، إلا أن الباحثين شددوا على ضرورة إجراء تجارب سريرية بشرية لتأكيد النتائج وتحديد الجرعات الآمنة للاستخدام.
تاريخيًا، استُخدمت الحناء في الطب الشعبي لعلاج الجروح والالتهابات والأمراض الجلدية، لكنها اليوم تفتح الباب أمام استخدامات جديدة تتعلق بالكبد وأجهزة الجسم الداخلية، كما لفتت الدراسة إلى أن استخدام الحناء لا يقتصر على تطبيقها الخارجي فقط، إذ يمكن استخلاص زيوتها ومركباتها الفعالة بطريقة علمية للاستفادة من خصائصها العلاجية.
ويرى الخبراء أن هذه النتائج تمثل خطوة مهمة في إعادة اكتشاف التراث النباتي المصري، الذي طالما كان مصدرًا غنيًا للأدوية والعلاجات الطبيعية، ومع الاهتمام العالمي المتزايد بالطب الطبيعي والمستخلصات النباتية، قد تكون الحناء أحد أبرز الاكتشافات القادمة في طريق علاج أمراض الكبد المزمنة، لتتحول من مجرد زينة للجسد إلى علاج يعيد الحياة إلى أهم عضو في جسم الإنسان.