رمية ثلاثية
لا أعترض على رفض بعض الجماهير الكروية فى مصر حرمانهم من مشاهدة مباريات السوبر المصرى ونقلها إلى ملاعب دولة أخرى، واقدر أنه حق الجماهير العاشقة خاصة تلك التى نشاهد حرصها على حضور المباريات فى الدورى الممتاز دون انقطاع وهى التى أسهمت بشكل كبير فى تحسين صورة عك الملاعب.
ولكن دعونا ننظر الأمر من زاوية مختلفة قد يغفل عنها الكثير من الجماهير والمتابعين لكرة القدم، فقد تطورت كرة القدم من مجرد لعبة رياضية إلى كيان اقتصادى ضخم تزداد طلباته يوماً بعد يوم فى ظل ارتفاع جنونى فى بورصة شراء اللاعبين والمرتبات الشهرية، بالإضافة إلى ملايين الأجهزة الفنية وبصفة خاصة فى الفرق الكبرى التى تلجأ الى المدربين الأجانب، مع مصروفات المعسكرات والانتقالات وخلافه.
كل هذه الأمور والمصروفات الجنونية ووضع الدولة سياسة عدم دعم الفرق الكروية والاكتفاء بدعم الألعاب الأخرى خاصة الفردية التى واجهت حربا غريبة من الأندية بإلغائها من أنشطتها لتوفير مصروفاتها لصالح كرة القدم، من هنا كان من الواجب على كافة عناصر اللعبة البحث عن خطط تزيد من مواردها سواء أندية أو اتحاد كرة مسئول عن التنظيم وإعداد الحكام وخلافه.
وبالطبع كان التفكير من خلال بطولات سريعة مثل السوبر فهى بطولة لا تستغرق أكثر من أسبوع ويحصل من خلالها الاتحاد والأندية على عائد مادى مناسب، بالإضافة إلى جوائز البطولة التى بلغت 700 ألف دولار وهو ما يعادل تقريباً 35 مليون جنيه مصرى.
ليس من الحكمة مهاجمة وانتقاد أى قرار يختلف مع المصالح الخاصة ونتجاهل الصالح العام، من حضر وشاهد المباريات هم أبناء الجالية المصرية فى الإمارات وهو حق لهم أيضا فمن تمتع هم مصريين ومن حقق الاستفادة المادية المطلوبة هم الأندية المصرية، فلماذا الهجوم؟
الأمر الوحيد المؤسف فى الموضوع هو الحرب بين الصحفيين على بعضهم بسبب السفر وكنت أتمنى أن تكون هذه المناقشات داخل المكاتب وليس على «السوشيال ميديا»، إذا كانت هناك أى جهات أخطأت فى تنفيذ الاتفاقيات مع رابطة النقاد فلا تكون المساءلة للصحفى بل للجهة التى تجاهلت اتباع الطرق السليمة والقانونية.