إضرابات النقل في مانشستر تشل بريطانيا وتفجر أزمة بالمواصلات
تشهد مدينة مانشستر البريطانية أسبوعا ساخنا من الاضطرابات في قطاع المواصلات، بعد إعلان النقابات العمالية عن سلسلة من الإضرابات المتتالية بسبب ما وصفته بعرض الأجور غير العادل، وسط تحذيرات من تأثيرات واسعة على حركة النقل في مختلف مناطق المدينة خلال الأيام المقبلة.
تصاعد الخلافات بين العاملين في هيئة النقل وإدارة المؤسسة حول عرض الأجور الأخير الذي رفضه العاملون بأغلبية كبيرة، وتأتي هذه التحركات وسط مخاوف حقيقية من شلل جزئي في خدمات المواصلات داخل المدينة الكبرى التي يعتمد عليها مئات الآلاف من الركاب يوميا في تنقلاتهم.
بحسب ما أكدته النقابات العمالية، فإن الإضرابات ستستمر على مدار الأسبوع الجاري، لتشمل العاملين في مختلف قطاعات النقل العام تحت مظلة هيئة النقل لمانشستر الكبرى، حيث أعلن أعضاء نقابتي يونيسون ويونايت عن خطوات تصعيدية تشمل إضرابا كليا عن العمل لأيام محددة، إلى جانب تطبيق نظام العمل بالحد الأدنى ابتداء من نهاية الأسبوع.
تفاصيل التحرك العمالي وجدول الإضرابات
تشمل إضرابات النقل في مانشستر مئات العاملين من مختلف التخصصات داخل الهيئة، من بينهم مخططو الخطوط ومساعدو المحطات والمهندسون وخبراء تكنولوجيا المعلومات والإداريون ومشغلو غرف التحكم وعمال النظافة.
وقد بدأ موظفو يونيسون تطبيق العمل وفق القواعد المحددة اليوم الرابع من نوفمبر، بينما تم تحديد إضرابين كاملين لمدة 24 ساعة يومي الخامس والسابع من الشهر ذاته.
واعتبارا من يوم السبت الثامن من نوفمبر، سيبدأ تنفيذ نظام العمل المحدود بشكل مستمر حتى إشعار آخر، وهو ما يتوقع أن يسبب اضطرابا كبيرا في شبكة المواصلات داخل المدينة وضواحيها.
شددت النقابات على أن هذه الخطوات جاءت بعد فشل المفاوضات مع إدارة النقل بشأن تحسين عرض الأجور، والذي بلغت نسبته 3.2 في المئة فقط، وهو عرض وصفه ممثلو العمال بأنه لا يرقى لمستوى التضخم ولا يعكس حجم الجهود والمسؤوليات التي يتحملها العاملون منذ إعادة هيكلة منظومة النقل في مانشستر.
تصريحات النقابة وتحذيرات من تفاقم الأزمة
من جانبه أكد توني ويلسون، سكرتير فرع نقابة يونيسون بهيئة النقل لمانشستر الكبرى، أن العاملين واجهوا خلال العامين الماضيين تغييرات جذرية في منظومة التشغيل وتحملوا أعباء إضافية دون أن يقابل ذلك أي زيادة تتناسب مع المسؤوليات الجديدة.
وأضاف أن العمال ما زالوا ينتظرون صرف الزيادة السنوية المستحقة منذ أكثر من ستة أشهر، في حين تصر الإدارة على تجاهل المطالب المشروعة للعاملين.
وأوضح ويلسون أن إضرابات النقل في مانشستر ليست هدفا بحد ذاته، بل وسيلة ضغط لإجبار الإدارة على إعادة النظر في عرض الأجور.
وأشار إلى أن توقف بعض المحطات مؤقتا وتراجع مستوى الخدمة يمكن تفاديهما فور تقديم عرض عادل يرضي العاملين ويضمن استقرار العمل داخل الهيئة.
تأثيرات محتملة على المواصلات العامة
تتوقع النقابات أن يؤدي استمرار إضرابات النقل في مانشستر إلى اضطرابات ملموسة في مواعيد الحافلات والترام، وربما إغلاق بعض المحطات مؤقتا في ظل النقص المتوقع في عدد العاملين.
أوضحت مصادر في الهيئة أن الإدارة تدرس حلولا عاجلة لتقليل تأثير الإضرابات على الجمهور، لكن دون الإشارة إلى أي نية لتقديم عرض مالي جديد في الوقت الراهن، الأمر الذي يبقي الأزمة مفتوحة على جميع الاحتمالات خلال الأيام المقبلة.






