كلام فى الهوا
ما أحوجنا إلى حواديت زمان التى كانت تُحكى لنا ونحن صغار، لكننا اليوم نريد أن نحكيها للكبار. لأننى أعتقد أن هذا الجيل لا بد لنا أن نبث فيه القيم الطيبة وترسيخ الإيمان بالله، ولعل من أهمها «والله يعلم وأنتم لا تعلمون» فأنت أيها الإنسان لا تعلم أين الخير، هل هو فيما تُحب أم فيما تكره. لأنها تؤصل ذلك تأصيلاً فى قدرة الله وعلمه.. فها هى حكاية التاجر الذى ركب سفينة بضاعة، وفى الطريق مالت السفينة وخاف القبطان عليها من الغرق، فجمع المسافرين وأصحاب البضائع، واتفقوا على رمى بضاعة أحد التجار لأنه كان جديدا عليهم، فثار وهاج ولكنهم رموه مع بضاعته فى البحر، فأخذته الأمواج وألقت به على شاطئ إحدى الجُزر المهجورة، فدعا الله العون، فقام ببناء كوخ له من أغصان الأشجار بالجزيرة، وأكل من ثمار أشجارها وشرب من جداول مائها، وفى أحد الأيام الحارة اشتعلت النار فى كوخه، فشاهد ذلك بعض السفن المارة بجوار الجزيرة، فذهبوا لاستكشاف الأمر، فوجدوا التاجر، فسألهم عن السفينة التى كان عليها وأخبار ركابها، فقالوا له إنها غرقت ومات كل من كان فيها، فأخذ الرجل يردد «إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون».. وتوتة توتة خلصت الحدوتة، ولعل يستفيد منها الكبار قبل الصغار.