همسة طائرة
بفضل رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى، تحوّل مشروع المتحف المصرى الكبير من حلم مؤجل إلى حقيقة ماثلة على أرض الجيزة، ليصبح أكبر متحف أثرى فى العالم، ورمزًا جديدًا للحضارة المصرية فى الجمهورية الجديدة.. نعم يا سادة.. تحوّل حلم بناء المتحف المصرى الكبير إلى حقيقة ناطقة على أرض الجيزة بفضل الإرادة السياسية للرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى جعل من المشروع القومى للثقافة والتراث أحد أعمدة «الجمهورية الجديدة».. فبعد أكثر من عقدين من التأجيل والتعثر، جاء تدخل القيادة السياسية ليعيد الحياة إلى هذا المشروع العملاق، وليصبح المتحف رمزًا عالميًا جديدًا يربط بين ماضى مصر العريق ومستقبلها الواعد.. المتحف الذى يقع على مساحة تقترب من 500 ألف متر مربع بالقرب من أهرامات الجيزة، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل جميع عصور الحضارة المصرية. ويُعرض داخله ولأول مرة كنز الملك توت عنخ آمون كاملًا بما يقارب 5 آلاف و300 قطعة، فى قاعتين مخصصتين لهذا الغرض.. كما يضم المتحف معامل ترميم متقدمة، وقاعات للعرض التفاعلى، وسينما ومركز مؤتمرات ومجمعًا ثقافيًا متكاملًا، ليصبح من أكبر المتاحف الأثرية فى العالم.
<< يا سادة.. تبلغ تكلفة المشروع وفق البيانات الرسمية وتقديرات الجهات المنفذة نحو مليار دولار، بتمويل مشترك من الحكومة المصرية والوكالة اليابانية للتعاون الدولى (JICA)، مع استثمارات إضافية فى البنية التحتية المحيطة بالمتحف تشمل تطوير الطرق ومطار سفنكس الدولى ومحاور النقل السياحى.
<< يا سادة.. منذ توليه المسؤولية، أولى الرئيس السيسى المشروع اهتمامًا خاصًا. فقد عقد سلسلة من الاجتماعات لمتابعة التنفيذ، ووجّه بسرعة الانتهاء من الأعمال الإنشائية والتجهيزية وتطوير محيط المنطقة الأثرية بالكامل.. وأكد الرئيس فى أكثر من مناسبة أن المتحف ليس مجرد مبنى أثرى، بل «رسالة مصر إلى العالم»، ودليل على قدرتها على الجمع بين الأصالة والمعاصرة فى آنٍ واحد.. وقد أتاح توجيه الرئيس ربط المتحف بالمشروعات القومية الأخرى فى المنطقة، وعلى رأسها تطوير مطار سفنكس الدولى، وإنشاء الطرق الجديدة المؤدية إلى الجيزة، ما جعل الوصول إلى المتحف أكثر سهولة للسائحين من مختلف أنحاء العالم..
<< يا سادة.. بفضل إصرار الرئيس السيسى على خروج المتحف للنور.. يُتوقع أن يكون افتتاح المتحف المصرى الكبير نقطة تحول فى خريطة السياحة العالمية، لما يمثله من عنصر جذب فريد، حيث تشير التقديرات إلى أنه سيستقبل أكثر من 5 ملايين زائر سنويًا خلال السنوات الأولى، ما يعنى زيادة ملحوظة فى إيرادات السياحة المصرية التى تجاوزت 14 مليار دولار فى عام 2023، ومن المنتظر أن ترتفع إلى أكثر من 18 مليار دولار سنويًا مع اكتمال منظومة المتحف والمنطقة المحيطة به وسيسهم المتحف فى خلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة فى مجالات الأمن والخدمات والتسويق والنقل والإرشاد السياحى، فضلًا عن تنشيط الفنادق والمطاعم والأسواق المجاورة.. كما سيعزز المتحف مكانة مصر كمركز عالمى للبحث والترميم الأثرى بفضل معامل الترميم الحديثة التى تُعد الأكبر فى الشرق الأوسط.
<< يا سادة.. لم يقتصر المشروع على المتحف وحده، بل امتد إلى خطة متكاملة لتطوير منطقة الأهرامات وربطها بمحاور الطرق السريعة.. وتعمل الدولة على إنشاء منطقة استثمارية سياحية وترفيهية حول المتحف، تضم فنادق، ومراكز مؤتمرات، ومراكز تسوق، مما يجعل الجيزة منطقة جذب متكاملة تشبه المناطق السياحية الكبرى فى أوروبا وآسيا.
<< يا سادة.. افتتاح المتحف المصرى الكبير ليس مجرد حدث ثقافى، بل مشروع دولة بأكملها يمثل أحد أهم إنجازات القيادة السياسية فى مجال الثقافة والسياحة.. فقد أراد الرئيس السيسى أن يكون المتحف بوابة تُطل منها مصر على العالم بحضارة عمرها سبعة آلاف عام، وبصورة معاصرة تليق بمكانتها الدولية.. ومع كل حجر وقطعة أثرية تُعرض داخله، تُروى قصة جديدة عن إرادة المصريين فى البناء والتجديد، وعن قيادة سياسية ترى فى الثقافة والسياحة قوة ناعمة تعزز الاقتصاد وتُرسخ الهوية الوطنية.
<< همسة طائرة
<< يا سادة.. يمكن القول إن دور الرئيس السيسى كان حاسمًا فى مرحلة الحسم والتنفيذ النهائى.. توجيهات رئاسية، اجتماعات تنسيقية، وإظهار الحدث كأولوية وطنية سمحت بتعبئة الموارد الحكومية وتسريع إجراءات الافتتاح. فتح المتحف ليس حدثًا ثقافيًا فحسب، بل رافعة استراتيجية لتعزيز السياحة، جذب عملة صعبة، وخلق فرص اقتصادية محلية ومدنية — بشرط استكمال البنية التحتية السياحية، تنظيم منتجات سياحية متكاملة، والحفاظ على استدامة التشغيل.
** يا سادة.. بملء الفم نقولها بهذا الافتتاح، يؤكد الرئيس السيسى أن الثقافة والسياحة ليستا ترفًا بل ركيزة للتنمية الاقتصادية، وأن الحفاظ على التراث المصرى هو استثمار فى المستقبل، ورسالة حضارية للعالم بأن مصر قادرة على صون تاريخها وصناعة مستقبلها فى آن واحد.