جيل لا يعترف بالمستحيل.. كيف تحولت أحلام ناشئي اليد إلى مشروع واقعي نحو لقب العالم؟
 
قبل الوصول إلى النهائي أمام ألمانيا، لم يكن مشوار منتخب ناشئي اليد مجرد سلسلة انتصارات عابرة، بل كان نتاج مشروع تمت صياغته بصبر طويل وفهم واضح لطبيعة المنافسة الدولية وكيف يتم صناعة جيل لا يعتمد على الموهبة وحدها، بل على العلم، والتخطيط، وتراكم التجارب.
وهذا ما أكده خالد فتحي رئيس اتحاد اليد الذي أوضح أن ما يعيشه هذا الجيل الآن هو انعكاس لسنوات من التحضير ومحاولة تصحيح أخطاء تجارب سابقة.
فالاتحاد لم يتعامل مع البطولة على أنها حدث مفاجئ أو طارئ، بل جرى العمل على إعداد اللاعبين عبر تجارب ودية مكثفة، ومواجهات مع مدارس لعب مختلفة بينها إسبانيا نفسها التي واجهها المنتخب مرتين وديًا قبل المونديال، وهذا جعل اللاعبين يدخلون نصف النهائي وهم يعرفون نقاط القوة والضعف لدى بطل أوروبا، وهو ما ساعد في انتزاع الانتصار الكبير وتحويله إلى خطوة نحو النهائي العالمي.
واللافت في هذا الجيل أنه لم يفوز فقط بالأرقام، لكنه أقنع وقدم روحًا جماعية، وبات يمتلك اتزانًا نفسيًا وثقة تتجاوز أعمار اللاعبين. كثير من الخبراء يرون أن هذا الفريق هو نسخة مبكرة من الجيل الذي قد يصنع تغييرًا كبيرًا في مستقبل كرة اليد المصرية خلال عقد من الزمن، إذا استمرت نفس منهجية البناء والمتابعة والصيانة النفسية والفنية لهؤلاء اللاعبين بعد البطولة.
ومع كل هذا الزخم، يرى فتحي أن الإنجاز الحقيقي ليس في الوصول للنهائي فقط، بل في أن يصبح هذا الأداء نموذجًا لمدرسة جديدة في الكرة المصرية تعتمد على البناء الصحيح منذ مراحل الناشئين، بحيث تتحول الموهبة إلى مشروع قابل للترجمة عالميًا في الكبار وليس مجرد بطولة عابرة في مرحلة عمرية صغيرة.
وإذا نجح المنتخب في التتويج باللقب الليلة أمام ألمانيا، فإن هذا الإنجاز لن يكون صدفة أو مفاجأة، بل سيكون تتويجًا طبيعيًا لمسار بدأ مبكرًا وتم العمل عليه بدون استعجال، وهذا ما يجعل نهائي السبت ليس مجرد مباراة، بل خطوة فاصلة يمكن أن تعلن رسميًا عن ميلاد جيل جديد قادر على حمل راية كرة اليد المصرية في المستقبل وفتح باب مرحلة جديدة من الإنجازات.