كلام فى الهوا
على عكس الشائع بأن الحق فوق القوة، فهناك الحقيقة الراسخة فى التاريخ تقرر أن القوة فوق الحق. لأن القوة قادرة على فرض ما تراه حقاً بغض النظر عما نراه نحن بأنه الباطل. وأعتقد أن هذا ما حدث فى شرم الشيخ، والذى هرول إليه العديد من القادة مًعلنين عن فرحتهم بالمعاهدة التى أعلنها ترامب بقوته، واستطاع بذلك أن يُعيد الأمور إلى ما كانت عليه بعيداً عن الحقوق التاريخية والسياسية لهذا الشعب الصابر فى أرضه «فلسطين» التى لم تُذكر ولا مرة واحدة فى كلمته، أراد أن يُعلن للعالم أنه أوقف آلة القتل والخراب، ليقضى على كل نتائج المؤتمرات والمظاهرات التى طالبت بضرورة إعطاء الشعب حقوقه والاعتراف بدولته، لترجع القضية الفلسطينية إلى سابق عصرها، مع تأجيل تهجيرهم لوقت لاحق، وبهذا المؤتمر علم القاصى والدانى حقيقة الأمور، أن اللصوص مازالوا مسيطرين بقوتهم على المنطقة، رسالة واضحة رغم الحزن والمرارة بأنه لا مكان فى العالم للضعفاء. وعلى الجميع الرضوخ والاستسلام للقوة التى تصنعها أمريكا، ويجب عدم الاقتراب من حليفه الأول فى المنطقة وهم «إسرائيل».