رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

المصرى القديم للعالم: لوْلَاىَ ما كانت الموسيقى

آلات  ومغنون من عصر
آلات ومغنون من عصر مصر القديمة

كان المصرى القديم أول من عزف على الآلات الموسيقية التى كان أول من اخترعها أيضاً وقدمها للعالم، كان يتعبد بالموسيقى إلى الله، وكذلك يفرح بها فى أفراح حياته، ويقدمها واجب عزاء فى جنازاته، وكان كذلك يجلس بجوار زرعه ينتظر حصاده بينما يحول هذا الانتظار إلى انتظار موسيقى وغنائى، وكان قد اخترع آلاته الموسيقية من حصاد زرعه كالناى وآلات النفخ، و كذلك الآلات الوترية من أخشاب شجره وأوتارها من أمعاء حيواناته، لم يكتف بذلك بل اخترع الآلات الإيقاعية، فرقص على دروبها، فاخترع المقامات الموسيقية، والموازين الإيقاعية، وجعل الغناء سجلاً لحياته اليومية، من نبضات الفرح وآهات الأحزان والتفكر فى الخالق والوجود، ورحلة الحياة والموت، اخترع المصرى القديم أكثر من خمسين آلة موسيقية، منها آلات العزف الغنائية كالعود والهارب والقانون.. ومنها الكثير من الآلات الموسيقية الإيقاعية، وهو الذى اكتشف السلم الخماسى، ثم لحقه باكتشاف السلم السباعى، الذى هو الأساس الأول لكل المقامات الموسيقية بكافة درجاتها، وقد تأثرت كافة الأديان، وسائر من فى الوجود بهذه الموسيقى، لقد وصف أفلاطون الموسيقى المصرية قائلاً: «هى أرقى موسيقى فى العالم.. فهى الموسيقى الملائمة لتكون لحن الجمهورية الفاضلة، وما أحوجنا فى ظل ألوان الموسيقى المتنوعة،. ما علا منها وما انخفض أن نقدم للعالم موسيقانا نحن وآلاتنا الموسيقية الأولى. باللغة المصرية القديمة، لا أن نجعل الأمر صراع لغات وحضارات فلا ننتصر لثوب هويتنا الأول، إذا كان المصرى وقتها مؤمناً يعلم العالم، وقد عمل الكهنة فى مصر القديمة فى مجالات الموسيقى والغناء ليعمومها للشعب وقد شغل الكاهن «خسور» وظيفة ولقب «مدرب المغنيين».

ويظهر فى الصور على ردهات المعابد، وهو يعلم العزف بـ«السيستروم» والتصفيق بالأيدى، ومن ألمع الأسماء التى عملت بالموسيقى «حمرع» وكان موسيقياً ورئيساً بالبلاط الملكى فى عصر الملك خوفو.

وكان الموسيقيون والمغنون فى عصر مصر القديمة يتمتعون بالمرتبة العالية فى المجتمع آنذاك، وهو الأمر الذى ساعد على نهوض الموسيقى فى هذا العصر، وجعل العالم يتعرف على عالم الموسيقى والغناء من خلال الموهوب المصرى الذى وجد من يدعمه، ومن هذه الأسماء «كافو عنخ» وشغل وظيفة مشرف غناء فى العصر الملكى لمدة اقتربت - من النصف قرن، وظهرت الثنائيات الغنائية ومن أشهرها «حنكو» عازف الهارب والمغنية «آتى» فحظي الاثنان بشرف التخليد على مقبرة أحد أفراد العائلة المالكة من الأسرة الخامسة.

وقد قال الحكيم «آنى» فى تلخيص دور الموسيقى فى حياة المصرى القديم فى إحدى بردياته: «إن الغناء والرقص والبخور هى طعام الآلهة».

فما أبهر تاريخنا المصرى القديم حين نقدمه للعالم بشكله وآلاته وشعره وموسيقاه فى هذا العهد الأول، وقت أن كان العالم يرسخ فى جهالته وبداوته، وفقره. وقد نجح عراب الموسيقى الفرعونية د. خيرى الملط، الأستاذ بكلية التربية الموسيقية فى أن يستخرج صور الآلات الموسيقية فى عهد مصر القديمة من على جدران المعابد، وينسج آلات موسيقية جديدة على غرار نفس شكل ومقاسات الآلات القديمة، وقد تجاوز عدد الآلات الموسيقية المستنسخ أكثر من خمسين آلة موسيقية الفرعونية التى ما تزال المتاحف فى مصر والعالم محتفظة بها، مكون فرقة موسيقية جديدة قديمة على نفس غرار الفرق الموسيقية فى عهد مصر القديمة، ويلبس العازفون بهذه الفرقة الجديدة نفس الزى الذى كان يرتديه العازفون فى العصر القديم، ويعزفون نفس الألحان سألته متعجباً كيف تعرفون وتعزفون الألحان.. وهو لم تسجل ولم تكتب «نوتة» موسيقية فأجابنى: من شكل العازف حين يؤدى هذا المقطع أو هذه الجملة.. فحين ترجع رأسه للوراء تكون الجملة الغنائية والموسيقية من منطقة «الجواب» وكذلك من قدرات الآلات الموسيقية ذاتها المتقدمة فى هذه الفرق ومن طبيعة النص الغنائى الذى كان يغنى، والذى مازلنا نحتفظ به، نحن فى احتفالات المتحف المصرى الكبير لولانا ما كان الغناء ولا الموسيقى.