من عرعر إلى البرازيل.. قصة أول محترف سعودي في بلاد السامبا
حقق اللاعب السعودي الشاب هليل أحمد الرويلي إنجازًا تاريخيًا غير مسبوق، بعدما أصبح أول لاعب سعودي يحترف رسميًا في البرازيل، في خطوة تُعدّ سابقة في تاريخ كرة القدم السعودية، وتفتح آفاقًا جديدة أمام المواهب المحلية نحو تجربة الاحتراف الخارجي في واحدة من أكثر الدول إنتاجًا للنجوم على مستوى العالم.
فانتقال الرويلي من نادي المساعدية السعودي إلى نادي ساو خوسيه البرازيلي، أحد أندية دوري الدرجة الرابعة، لم يكن مجرد صفقة انتقال عادية، بل قصة استثنائية بدأت من حلم شاب سعودي وانتهت بفتح صفحة جديدة في سجل العلاقات الرياضية بين البلدين.
انتقال تاريخي من المساعدية إلى البرازيل
الصفقة التي تمت في نهاية سبتمبر الماضي أثارت الدهشة في الأوساط الكروية السعودية، إذ لم يكن أحد يتوقع أن ينجح لاعب سعودي شاب في الحصول على فرصة احتراف حقيقية في البرازيل، البلد الذي يُعدّ مهد كرة القدم العالمية.
وظلت الصفقة بعيدة عن الأضواء لأسابيع قبل أن يتم الكشف عنها رسميًا، حيث أشار المشرف العام على نادي المساعدية أحمد الهدمول في تصريحات لبرنامج «أكشن مع وليد» إلى أن الرويلي يمتلك موهبة كبيرة وكان حلمه منذ الصغر خوض تجربة احترافية خارج المملكة، مضيفًا:
“واجهنا مفاوضات صعبة، لكن نادي ساو خوسيه أبدى جدية كبيرة ورؤية واضحة، رغم وجود عروض أخرى من أندية خليجية.”
وأكد الهدمول أن النادي سيواصل دعم لاعبه السابق ومتابعة تطوره، مؤكدًا أن هذه التجربة تمثل حافزًا لبقية المواهب السعودية للبحث عن فرص مماثلة في الخارج.
صدفة غيّرت مسار حياة اللاعب
المثير في قصة الرويلي أن اكتشافه من قِبل النادي البرازيلي جاء عبر صدفة غريبة، حين أشار الناشط البرازيلي صامويل سيلفا في منشور له عبر منصة إكس (تويتر سابقًا) إلى رغبته في التواصل مع اللاعب السعودي ومساعدته بعد علمه بانضمامه إلى ساو خوسيه، موضحًا أنه يسكن على بُعد أمتار من مقر النادي.
هذه التغريدة لاقت تفاعلًا واسعًا في البرازيل، ولفتت الأنظار إلى الرويلي، الذي بدأ بالفعل المشاركة في المباريات الودية مع فريق تحت 19 عامًا استعدادًا لدمجه لاحقًا في صفوف الفريق الأول.
من عرعر إلى البرازيل.. مسيرة شاب طموح
وُلد هليل الرويلي عام 2005 في مدينة عرعر شمال السعودية، وتخرّج في الثانوية الرياضية بالمدينة. بدأ مسيرته الكروية ضمن الفئات السنية لنادي عرعر، حيث لعب لفريقي تحت 17 وتحت 19 عامًا قبل أن يصعد إلى الفريق الأول في نهاية عام 2024، ويقدّم أداءً لافتًا في مركز الوسط المهاجم.
وفي مطلع عام 2025 انتقل إلى نادي المساعدية، الذي كان قد حصل حديثًا على عضوية الاتحاد السعودي لكرة القدم، ليتحوّل من أكاديمية إلى نادٍ رسمي. ومع المساعدية، واصل الرويلي تطوره الفني وسجّل عدة أهداف، مما جعله هدفًا لعدة كشّافين وممثلي أندية خارجية.
حلم الاحتراف يتحقق
يُعرف عن الرويلي انضباطه الكبير في التدريبات وحرصه على تطوير مستواه البدني والذهني، وهو ما ساعده في إقناع مسؤولي ساو خوسيه بقدراته رغم صغر سنه. ويحلم اللاعب بأن تكون هذه التجربة بوابة لانضمامه إلى المنتخب الأولمبي السعودي، وربما إلى المنتخب الأول مستقبلًا تحت قيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد.