كلام فى الهوا
لا قيمة لدولة ليس لديها جيش قوى قادر على القتال مهما كان لديها من رصيد من الثقافة والفن والعلوم المختلفة. هذا ما استقر عليه الكثير من السياسيين، وفى ذلك يقول زعيم الصين الكبير «ماوتسى تونج» «إن القوة تنبثق من فوهة البنادق» ومن الأمثلة التى تؤكد ذلك ما حدث بين اليابان وأمريكا فى الحرب العالمية الثانية فى المواجهة التى جرت بينهما وعرفت بحرب المحيط الهادى التى كانت دائرة بينهما بالطائرات والبوارج البحرية، إلا أن الحرب لم تحسمها إلا القوات البرية، فتلك القوات هى القادرة على اختراق خطوط العدو وتطويق قواته. فى القرون الوسطى نجد أن تلك القوات كانت إحدى المزايا الرئيسية للعثمانيين فى حروبهم التى استطاعوا بها إنشاء الإمبراطورية العثمانية. كانت هذه القوات تُسمى بالانكشارية وتتكون من جنود يقومون بتدريبهم من الصغر على القتال، كل هذه الدول حاولت بواسطة جيوشها السيطرة على العالم، ولكن لابد من نهاية، فأين الدولة الرومانية التى سيطرت على كل الدول الواقعة على البحر المتوسط، وأين الدولة النازية، وغيرهم كثير، فمهما كان لديك من قدرة على الحرب فيجب أن تكون لديك قيم وأخلاق وليس الطمع فيما لدى عدوك من أرض وموارد، فالجندى من غير أخلاق يُصبح قاطع طريق. هكذا الحياة لا جديد إلا بالمحافظة على حدود الأخلاق والقيم.