حفنة كلام
فى معظم دوائرنا الحكومية لم يتم تعيين موظف واحد منذ أكثر من عشرة أعوام، فى هذه الفترة مات مَن قد مات من الموظفين وأُحيل بعضهم إلى التقاعد، ومكْمن الخطورة أنه لا يوجد صف ثانٍ لهؤلاء المتقاعدين بل حلّ محلَّهم مؤقّتون يعملون عاما إلا شهرا أو شهريْن ويأتى غيرهم فى عام آخر، والفصل تحايلى هنا حتى لا تتصل الفترة الزمنية فيكتسب الموظف المؤقت حجة للمطالبة بالتعيين وهو إجحاف ينبغى تدارسه، فكيف ستنتقل خبرةُ شيوخ المهنة إلى الجيل التالى الذى أوشك على التقاعد أيضا، على الجهاز الإدارى أن يفكر فى حلول سريعة تضمن توارث الخبرة من جيل الكبار الذى أحيل أو على وشك الإحالة للتقاعد إلى جيل تالٍ، لأن شباب العمل المؤقّت يتنقل من عمل لآخر ويعرف أنه عمل مُؤقت وسيتركه عما قريب فلا يأبه كثيرا بشغف المعرفة، والتعمّق فيه؛ فحبذا لو تمّ تعيين موظّفَين دائمين فى كل قسم أو إدارة ليصبحوا مسئولين عن تناقل الخبرة إليهم من كبارهم والتوقيع على «العُهَد» التى لا تجد من يُوَقّع عليها..حبذا لو فكر المسئولون فى إيجاد حل قبل أن يبدأ المؤقّتون من نقطة الصفر دون خبرة فقد تنهار بعض المؤسسات عندما يمضى الحُكماء الكبار ويأتى الصغار المؤقّتون دون دراية.. وينبغى ألا تكون الأمور حدّية، ولا بد أن نفتح للشباب نافذة الأمل نحو التعيين فلا نغلق الأبواب فى وجوههم لأن خريجى الجامعات يعانون بطالة ينبغى أن نتدارس فى إيجاد حلول للقضاء عليها بافتتاح مصانع ومشروعات جديدة وأن نغقد شراكات خارجية لتسفير شبابنا للخارج بعد تأهيلهم وفق سوق العمل فى الخارج وبمواصفات عالمية لأن التنافس دولى ولا توجد «كوتة» للمصريين بالخارج؛ وقد رأينا كيف أسهمت تحويلات المصريين بالخارج فى رفع احتياط مصر من النقد الدولى، ازرعوا الأمل فى نفوس الشباب؛ كل الوزارات معنية بتوظيف الشباب، فكّروا فى توظيفهم وتأهيلهم، ربما نجد حلا.
مختتم الكلام
«وقُلْ رأيَكْ
فهذا العُمْرُ عُمرُكَ أنتَ لا غَيْركْ»