بعد تحقيق «الوفد».. القابضة لمياه الشرب تُبرئ نفسها من كارثة أتريس والأهالي يُكذّبون
بعد نشر «الوفد» تحقيقها تحت عنوان «انفجار مياه أتريس كشف ستر الغلابة»، والذي وثّق مأساة الأسر المنكوبة بقرية أتريس التابعة لمركز منشأة القناطر بمحافظة الجيزة، ورد إلى الجريدة خطاب رسمي من الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي حمل رواية مغايرة لشهادات الأهالي.
اقرأ أيضًا:
مواطن آيل للسقوط.. انفجار مياه «أتريس» كشف ستر الغلابة
غزة تتنفس.. «الوفد» تكتب من قلب الدمار شهادة الحياة
أتريس تُحاكي الإنسانية.. "كتفنا بكتفهم 4" تُشعل الأمل بقلوب الأيتام وذوي الهمم
وقالت الشركة في خطابها الموجّه للجريدة: «إيماءً إلى ما تم نشره بجريدتكم الموقرة بتاريخ 26 سبتمبر 2025 تحت عنوان "انفجار مياه أتريس كشف ستر الغلابة"، بشأن التضرر من سقوط أحد المنازل بسبب انفجار ماسورة المياه، يُرجى التفضل بالإحاطة بأنه في يوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 حدث كسر مفاجئ في خط 4 بوصة بقرية أتريس مركز منشأة القناطر، وتم توجيه فرقة من الشبكات المختصة، وتم التعامل معه بسرعة، وتم نهو الأعمال في أسرع وقت».
وأضاف الرد: أن المنازل الموجودة بالمنطقة المذكورة من الطوب اللبن، وأن الشاكي قام بهدم سقف الغرفة الداخلية لمنزله في حين أن الواجهة والغرفة الخارجية سليمتان، مدعيًا أن المياه هدمت المنزل من الداخل، وبالمعاينة على الطبيعة تبين عدم وجود أي آثار للمياه أو نشع من الحوائط داخل المنزل.
وختمت الشركة ردها بشكر الجريدة على تعاونها.

فور تسلّم الرد، أعادت «الوفد» التواصل مع الأهالي داخل قرية أتريس الذين استقبلوا البيان بدهشة وغضب.
قال "رضا شعبان" صاحب البيت المنهار، بصوتٍ ممزوجٍ بالمرارة: «العطل لم ينتهِ بسرعة.. استنجدنا باللي شغالين في المياه محدش جه، الأهالي قعدوا يفحتوا وينقّبوا على المحبس العمومي ساعتين لحد ما لقيناه وقفلوه، وبعدها الفنيين جم متأخر وقالوا المحبس فيه عطل وفضلوا يدّقوا فيه لحد ما قفلوه.. وهكشف ستري وستر ولادي بإيدي ليه؟! هل يُعقل إني أهد البيت اللي آوينا؟!.. أنا عملت محضر إثبات حالة، ورئيس المجلس المحلي بنفسه كتب في تقريره إن كسر الماسورة السبب في انهيار البيت».



التقطت أطراف الحديث والدته الحاجة "نفيسة البحراوي": «محصلش! البيت وقع بسبب انفجار ماسورة المياه إحنا متشردين.. قاعدين مؤقتًا في بيت استضافونا فيه أصحابه قعدنا فيه شهر.. سنة.. وبعدين! هنمشي ونتشرد في الشوارع، البيت ضاع وجهازنا لسه تحت الركام واحنا قاعدين بنعد الأيام».

رد الشركة تجاهل المتضررين الآخرين من سكان الشارع نفسه، رغم أن المياه تركت آثارها على الجدران.
يحكي فهمي رجب فهمي الشهير بـ«مارادونا» وزوجته، من الأسر المتضررة: «بيوتنا تأثرت بالمياه، والحيطان تشرخت.. صدر لنا قرار إزالة ولسه ما استلمناهوش.. عايزينا نهد ونبني على حسابنا؟ هنجيب منين؟ إحنا اتفرقنا واتشردنا.. أنا دلوقت عايش في ورشتي عملت أوضة وعرّشتها وحمام، ومراتي قاعدة عند أهلها بالولاد».

بين الورق والواقع.. «الوفد» تتابع:
وفي الوقت الذي تُبرئ فيه الشركة القابضة لمياه الشرب نفسها، تبقى الحقيقة عارية أمام الكاميرات ودموع الغلابة.
وحتى تتكلم الحقيقة من جديد، ستتابع «الوفد» مستجدات الواقعة، حتى يُرد لكل بيت حقه، ولكل مظلوم ستره.