رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

طفل ١٣ عامًا يعمل لدفع دروسه الخاصة.. ووالده ينتظر الحصيلة لـ "يُعاقبه"

بوابة الوفد الإلكترونية

 

​في مشهد يكشف عن أسوأ صور الإهمال الأُسري والعنف الذي يفتك بالطفولة، نجح جد مسن في انتزاع حفيده الطفل "أحمد خليفة" (١٣ عامًا) من بين يدي والده الذي تحوّل إلى جلاد، بعد أن قام بتعذيبه تعذيبًا وحشيًا كاد يودي بحياته، فـ"كسر" ساقيه و"حرق" جسده، بسبب عمله لساعات طويلة في جمع الخردة لـ"سداد" مصاريف دراسته.
​تتجاوز هذه الواقعة حدود "الخبر" لتدخل في نطاق "الكارثة الإنسانية". فالطفل أحمد، الذي لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، كان ضحية إدمان وعنف أبيه القاسي، الذي حوّل جسد طفله إلى خريطة من الكدمات والجروح والحروق، ولم يتوقف إلا بعد أن فقد الطفل وعيه بالكامل.

​مأساة طفل يحلم بالتعليم: "كنت بشتغل عشان الدروس"

​على سرير مستشفى حيث يتلقى العلاج، يحكي أحمد بصوت خافت يغلبه الألم تفاصيل ما جرى، قائلًا: "كنت بشتغل طول الأسبوع بعد ما أرجع من المدرسة في جمع الخردة وفي ورشة خراطة، عشان أجيب فلوس أدفع بيها الدروس وأشتري الكشاكيل".
​يضيف الطفل ضحية العنف: "كنت بعطي والدي فلوس عشان ما يضربنيش، ولكنه كان دائمًا يضربني ويشتمني بقسوة". وتكشف كلماته عن عبء مادي ونفسي غير محتمل يقع على كاهل طفل في مقتبل العمر، يحاول أن يوازن بين حقه في التعليم وواجبه القسري في "إعالة" أب مدمن.
​"شاهدني في الورشة فربطني وعلقني في السقف"
​تعود تفاصيل الواقعة إلى يوم تعرُّض الطفل فيه لأبشع أنواع التعذيب. يقول أحمد: "يوم الضرب ده كان موبايلي واقع مني، وواحد قال لي إنه لقاه وهيجيبهولي، فقلت له على مكان الورشة ورحت انتظره هناك ومارحتش المدرسة".
​ويتابع: "بالصدفة، والدي كان معدي وشافني. فضربني بالقلم على وشي وخدني عالبيت، وربط إيدي ورجليا وعلقني في السقف ونزل ضرب فيا لغاية ما صوتي راح وابتديت يغمى عليا". كانت أدوات التعذيب تتنوع بين "إيد المقشة والشومه "، بل وتصل إلى تسخين "سكينة على النار" و"لطعه" بها في جسده بالكامل.
​صرخة الجدة التي أنقذت حياة: "كان بيطلع في الروح"
​لم تكن نهاية هذا التعذيب الوحشي إلا بفضل تدخل عائلي وإنساني في اللحظات الأخيرة. الجدة، التي تلقت اتصالًا من صاحب الورشة يصرخ: "الحقي جوز بنتك بيموت ابنه"، سارعت بالاستنجاد بجد الطفل.
​تروي الجدة لـ "الوفد": "قلت لجده اللي راح ولقيته جايبه في عربية خشب صغيرة بنجمع فيها الخردة.. الولد كان بيموت والريالة نازلة من بقه وفاقد النطق وبيطلع في الروح".

وتصف الجدة كيف هرعت به إلى المستشفى، حيث تبين أن جسده بالكامل "مُعلّم بآثار الضرب المروع" وأنه يعاني من كسور  في قدميه.
​تختتم الجدة شهادتها بكشف السبب الجذري للمأساة: "هو دايما يضربه بقسوة وكمان يضرب أمه ضرب قاسي، ولما كنا نروح نشكي كان يهددنا إنه هيقتلنا لأنه مدمن مخدرات"حسب زعمها

​تلك الجدة، سيدة بسيطة على باب الله، لا تملك من حطام الدنيا شيئًا سوى القليل الذي تجمعه من عملها الشاق في تجميع الخردة. ومع ذلك، لم تتردد لحظة في فتح بيتها وقلبها، لتصبح لأحفادها الثلاثة الأم والأب والسند، متحملةً عبئًا يفوق طاقتها المادية والصحية.

​تساؤلات تحت قبة القانون

​هذه الجريمة البشعة تفتح ملف العنف الأسري، وتثير تساؤلات حول دور الأجهزة المعنية في حماية الأطفال من أولياء أمور تحوّلوا إلى مصدر للتهديد، خاصة في ظل وجود شبهة إدمان المخدرات التي تدفع الأب لمثل هذه الأفعال. فإلى متى ستظل طفولة "أحمد" ورفاقه ضحية لـ "المدمن" و"القاسي" تحت سقف المنزل؟

2dace549-a108-45e8-a031-a5b12bd6fd23
2dace549-a108-45e8-a031-a5b12bd6fd23
3e8026ae-de1c-40d1-a35f-5a82e5391ba3
3e8026ae-de1c-40d1-a35f-5a82e5391ba3
5f38cb1c-c04e-48cb-b453-113175bad987
5f38cb1c-c04e-48cb-b453-113175bad987
48588178-7181-4d35-8fd8-d4befb8d34df
48588178-7181-4d35-8fd8-d4befb8d34df