رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

الإفتاء: التصوف جزء أصيل من الشريعة وليس خروجًا عنها

بوابة الوفد الإلكترونية

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الانتماء إلى الطرق الصوفية كـ«الرفاعية» و«الخلوتية» وأمثالهما أمر مشروع وجائز شرعًا، ما دام أصحابها متمسكين بالكتاب والسنة، ولا يخرجون عن جوهر الشريعة الإسلامية.

وقالت الدار إن السلوك على يد شيخ والانضواء في طريقة صوفية هو مسار تربوي وروحي مشروع، إذا التُزم فيه بالضوابط الشرعية، مؤكدة أن كثيرًا من أعلام هذه الطرق مشهود لهم بالفضل والعلم والتقوى، وساروا على منهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه.


 

التصوف.. منهج للوصول إلى مرتبة الإحسان


وبيّنت دار الإفتاء أن التصوف في جوهره هو منهج للتربية الروحية والسلوكية، يهدف إلى تهذيب النفس وتطهيرها من أمراضها، والارتقاء بها إلى مرتبة الإحسان التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:«أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك».

 

وأضافت أن التصوف يهتم بتقويم السلوك الإنساني في علاقته بالله، وبالناس، وبنفسه، ويعمل على غرس القيم العليا من صدق، وإخلاص، وزهد، ورضا، وتسامح.


 

الطرق الصوفية مدارس للتزكية.. والشيخ هو المربي


وأوضحت الإفتاء أن الطريقة الصوفية تشبه المدرسة التي يتلقى فيها المريد تربية روحية وسلوكية على يد الشيخ، الذي يقوم بدور المربّي والقَيّم على النفس، فيرشد المريد إلى ما يناسب حاله من ذكر أو عبادة أو توبة.

وأشارت إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوجّه الصحابة بما يناسب طبيعة كل واحد منهم، فكان يقول لأحدهم: «لا تغضب»، ولآخر: «لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله»، مبينة أن الطريق إلى الله يختلف باختلاف استعدادات الناس وميل قلوبهم، فمنهم من يكثر من الصيام، ومنهم من يكثر من القرآن، ومنهم من يكثر من الذكر أو الصدقة، وكلٌّ على طريق الخير.


 

ضوابط الطريقة الصوفية الصحيحة


وشددت دار الإفتاء على أن الطريقة الصوفية الصحيحة يجب أن تتصف بعدة ضوابط أساسية، أهمها:

1. التمسك بالكتاب والسنة، فكل ما يخالفهما باطل لا يُنسب إلى التصوف.


2. الارتباط بجوهر الشريعة، بحيث تكون تعاليم الطريقة جزءًا من تعاليم الإسلام لا خارجة عنها.


3. تحقيق الإخلاص والنية الصادقة في السير إلى الله، بعيدًا عن الرياء أو المظاهر الشكلية.


4. الاهتمام بالنفس ومراقبتها وتنقيتها من أمراض الكِبر والحسد والغل، مع الإكثار من ذكر الله والزهد في الدنيا.

 

 

الطرق أبواب متعددة للجنة


وبيّنت دار الإفتاء أن تعدد الطرق الصوفية لا يعني الانقسام أو الاختلاف في الدين، بل هو تنوع في وسائل التربية وطرق الوصول إلى الله، تمامًا كما تتعدد أبواب الجنة بحسب الأعمال، مستشهدة بقول النبي صلى الله عليه وسلم:

> «لكل أهل عملٍ بابٌ من أبواب الجنة يُدعون منه بذلك العمل، ولأهل الصيام باب يُقال له: الريّان».

 

وأضافت أن الطرق تتنوع تبعًا لاهتمام الشيخ والمريد؛ فبعضهم يركز على الذكر، وآخر على القرآن، وآخر على الجهاد أو الصدقة، لكنهم جميعًا يشتركون في المقصد وهو رضا الله والوصول إلى القرب منه.

 

التصوف علم من علوم الشريعة


واختتمت دار الإفتاء المصرية بيانها بتأكيد أن التصوف ليس مذهبًا دخيلًا ولا فكرًا منفصلًا، بل هو علم من علوم الشريعة الإسلامية، له أصوله ومناهجه وأهله، يُعنى بتزكية القلوب كما تُعنى سائر العلوم بعقول الناس وأبدانهم.

وأكدت أن الانضواء في الطرق الصوفية كالرفاعية والخلوتية مشروعٌ وجائز إذا تم وفق الضوابط والمعايير الشرعية، وأن الاعتبار في النهاية بتحقق الضوابط لا بالأسماء، مشيرة إلى أن التصوف الصحيح هو السلوك إلى الله تعالى بالعلم والعمل، والالتزام بالقرآن والسنة في الظاهر والباطن.