رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

ماذا تفعل إذا أصابتك مصيبة؟.. كلمات تزيل الهم وتفتح أبواب الرجاء

بوابة الوفد الإلكترونية

لا شك في أن من أصابته مصيبة يكون في أمسّ الحاجة إلى الدعاء، فالمحنة كثيرًا ما تربك القلب وتشتت الفكر، فيقف الإنسان عاجزًا لا يدري ماذا يفعل، ولأن الدنيا دار ابتلاء، فلا يخلو أحد منّا من امتحان أو ألم، صغيرًا كان أو عظيمًا. لذا، ينبغي على المسلم أن يعرف الطريق الذي يخرجه من شدته، ويطمئن قلبه إلى رحمة الله الواسعة.

 

هدي النبي في المصائب

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن أول ما يفعله المسلم عند نزول المصيبة هو أن يلجأ إلى الله تعالى بالدعاء والاسترجاع، كما علّمنا النبي ﷺ أن نقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها".

 

وأوضح أن هذا الدعاء العظيم يجمع بين الاعتراف بملك الله، والرضا بقضائه، والرجاء في عوضه. فمن قاله بصدق ويقين، عوّضه الله خيرًا مما فقد، كما حدث مع أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، حين فقدت زوجها أبا سلمة فدعت بهذا الدعاء، فعوّضها الله بزواجها من رسول الله ﷺ.


 

رحلة الصبر الجميل

يروي الحديث الصحيح في صحيح مسلم أن رسول الله ﷺ قال: “ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها، إلا أخلف الله له خيرًا منها”.

 

وفي هذا الحديث دروس كثيرة؛ أهمها أن المؤمن عند البلاء لا يجزع، بل يسلم أمره لله ويثق أن وراء كل ألم عوضًا كريمًا. الصبر هنا ليس استسلامًا، بل عبادة قلبية تُظهر صدق الإيمان وقوة التوكل.

 

دعاء النبي عند البلاء

وكان رسول الله ﷺ إذا نزل به بلاء قال: “اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.رواه مسلم.

 

وفي هذا الدعاء، استعاذة شاملة من كل أنواع الشرور والمصائب، وفيه تعليم للمسلم أن يتوجه دائمًا إلى الله بالدعاء قبل نزول البلاء وبعده.

 

أدعية تُضيء طريق المبتلى

من الأدعية النبوية الواردة لرفع البلاء وفك الكرب:

“لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.

“اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال.”

“اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، اللهم إنا نستغيث بك فأغثنا، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا.”

“اللهم اجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا.”


هذه الكلمات النبوية ليست مجرد أدعية تُقال، بل هي مفاتيح للسكينة، تذكّر القلب أن الله قريب، يسمع ويرى، وأن كل ما يصيب المؤمن إنما هو لحكمة يعلمها الله وحده.


 

إن من أصابته مصيبة فليعلم أن البلاء باب من أبواب الرحمة، وأن الدعاء هو السلاح الأقوى في مواجهته. فكما قال النبي ﷺ: “سلوا الله العفو والعافية؛ فإن أحدًا لم يُعط بعد اليقين خيرًا من العافية.”

 

فاللهم اجعلنا من الصابرين الراضين بقضائك، وارزقنا الثبات عند الشدائد، واجعل لنا من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا.