مشاركات عربية واسعة في معرض النيابة العامة الدولي للكتاب.. وخبراء يؤكدون انطلاق فصل جديد من العدالة والمعرفة في طرابلس
شهد معرض النيابة العامة الدولي للكتاب إقبالًا واسعًا من الزوّار والمهتمين بالثقافة والقانون، في دورته الثانية المقامة بطرابلس، بمشاركة أكثر من 425 دار نشر وتوزيع تمثل 25 دولة عربية وأجنبية؛ ويعدّ هذا الحدث الثقافي والقانوني علامة فارقة في مسيرة نشر الوعي والمعرفة، ودعم الجهود الرامية إلى مكافحة الجريمة وتعزيز السلوك الإيجابي في المجتمع، من خلال ما يقدّمه من كتب وأبحاث تسلّط الضوء على العلاقة بين الثقافة والقانون والسلوك الإنساني.
وفي هذا السياق أكدت الدكتورة عايدة أحمد، منسق المجلس العلمي الليبي بمركز البحوث الجنائية والتدريب، أن هذا العام شهد إقبالًا واسعًا من مختلف فئات المجتمع على معرض النيابة العامة الدولي للكتاب، الذي يُعد من أبرز الفعاليات الثقافية التي تجمع بين الفكر والمعرفة والإبداع في ليبيا.
ويُقام المعرض برعاية وتنظيم مكتب النائب العام – مركز البحوث الجنائية والتدريب، بقيادة الاستاذ محمد الأسود المدير التنفيذي، والدكتور عبدالسلام الديفار ، وبمشاركة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، بما يعكس حجم الاهتمام الرسمي بدعم الحراك الثقافي والفكري داخل مؤسسات الدولة.
وأوضحت الدكتورة عايدة أن فعاليات المعرض تضمنت مسابقات دينية وأمسيات شعرية أضفت على الأجواء طابعًا ثقافيًا متنوعًا، مشيرة إلى أن عددًا كبيرًا من رجال القانون في ليبيا شاركوا في ندوات علمية متخصصة منذ اليوم الأول لانطلاق المعرض، مما يعكس اهتمام المؤسسة القضائية بنشر الوعي القانوني وتعزيز الثقافة العامة لدى الجمهور.
وأضافت أن إدارة المعرض أولت اهتمامًا خاصًا بـ وعي النشء والأطفال، حيث تم تنظيم جولات مدرسية لطلاب عدد من المدارس للتعرف على الكتب المعروضة وتحفيزهم على القراءة والمعرفة منذ الصغر.
كما استعرضت فكرة المعرض بوصفها مبادرة فكرية رائدة تنطلق من فلسفة “الجزء إلى الكل”، أي من دور النيابة العامة كجهاز عدلي متخصص إلى فضاء وطني شامل يسعى إلى تنوير المواطن بواجباته وحقوقه، وترسيخ ثقافة الوقاية من الجريمة قبل وقوعها، لتتحول العدالة إلى قيمة معرفية وثقافية تلامس مختلف جوانب الحياة العامة.
وأكدت الدكتورة عايدة أن المعرض لا يقتصر على كتب الشريعة والتراث فقط، بل شهد إقبالًا واسعًا على الأعمال الإنسانية والدينية التي تعكس القيم الأخلاقية والروحية في المجتمع، ما يعزز تنوع المحتوى المعرفي واتساع قاعدة القراء والزوار.
واختتمت منسق المجلس العلمي تصريحها بالتأكيد على أن المعرض شهد مشاركات مميزة من عدد كبير من الدول العربية والأجنبية، مما يعزز مكانته كمنصة ثقافية دولية تحتضن الحوار والتبادل المعرفي بين الشعوب، مشيدةً في الوقت نفسه بجهود النيابة العامة في ليبيا التي استطاعت أن تجعل من المعرض حدثًا وطنيًا بارزًا يجسد رؤية جديدة للعدالة القائمة على المعرفة والتنوير.







