أذكار الصباح..تشرح الصدر وتزرع الطمأنينة

في كل صباحٍ، حين تشرق شمس يومٍ جديد، يُقبل المؤمن على الله تعالى بلسانٍ ذاكرٍ وقلبٍ خاشع، مرددًا ما أوصى به النبي ﷺ من الأذكار التي تحفظه من كل سوء.
قال النبي ﷺ كما روى الترمذي: "أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٌ لَّكُمْ مِنْ إِنفَاقِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَّكُمْ مِنْ أَن تَلْقَوا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟"قالوا: بلى يا رسول الله. قال:"ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى".
فضل الذكر في الصباح والمساء
بيَّن العلماء أن المواظبة على الأذكار في أول النهار وآخره من أعظم أسباب البركة والطمأنينة، فهي توقظ القلب على محبة الله، وتُبعد الشيطان، وتُزيل الغم والحزن.
وروى الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: "من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حُطّت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر."
كما روى مسلم عن مصعب بن سعد، قال: قال رسول الله ﷺ: "أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟"قالوا: وكيف ذلك؟قال: "يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة."
أذكار الصباح المأثورة عن النبي ﷺ
من أبرز الأذكار التي يُستحب للمسلم أن يبدأ بها يومه:
اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ.
أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.
حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم (تقال سبع مرات).
بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم (تقال ثلاث مرات).
اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، وَعَافِنِي فِي سَمْعِي، وَعَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ.
سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ (مائة مرة).
سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ (مائة مرة).
رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ ﷺ نَبِيًّا.
درع واقٍ من الهم والحسد
أذكار الصباح ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي عبادة عظيمة الأثر؛ تقي المسلم من الشرور وتفتح له أبواب الرزق والسكينة.
قال العلماء إن من داوم على الذكر صباحًا ومساءً كان في حرز من الله تعالى، فلا يضره حسد حاسد ولا وسوسة شيطان.
وقد رُوي عن ابن القيم رحمه الله أنه قال: "الذكر يُورِث الذاكر المحبة والمراقبة والأنس بالله، ويجلب الرزق، ويطرد الغفلة".