كُن ذكياً كهذا الطفل!!

كُن ذكياً كهذا الطفل الذى يعيش فى بلاد مليئة بالدمار والخراب، ولا يشغلك أنه لا يجد الآن أبواب الأمل فى غد مشرق، ولا يصدمك ما يدور فى خُلده من أحلام، ولا تعتقد أنه عَلق على المسمار قناع المأساة لأن حُزنه لابد أن يذهب. لو نظرت تجد كل محيطه من الأولاد يشبهون بعضهم، قد تتعجب وتقول «أهو ده العجب يا ولاد وإلا فلا»، فهذا الصبى أسمعه يردد أغنية عمنا صلاح جاهين «يومى على الله تنتهى وتغيب الشمس وتعود تانى يوم لهاليب زى الحياة مأساة ومن كترها بقى لا انتهاءها وابتداءها عجيب عجبى»، هذا الصبى الصغير ذكى فى محيط غبى، فهو رغم صغر سنه رسول للغد لا يخاف فوهة البنادق، ولا فعل الخائن من أهل جلده. إن صُناع المستقبل فى كل عصر وأوان يشتغلون بالعمل ولا يشتغلون بالتفاهة، والعقلاء يعلمون أن جهلهم عن ما يعرفونه عنى هو سلاحى فى مواجهة ظلمى، وإن علموا لا يفصحون به ولا تخدعهم دموعى، لأنهم يعلمون أن وراءه ضحكة على الغباء يبغون دموع الضعفاء من أجل حفنة دولارات. أيها الطفل الساكن فى القطاع المدمر.. سلام عليك.. لا تشغل بالك بنا نحن قوم لا نشعر بما أنت فيه، ولا نعلم أن فى موتك موتاً لنا، وسلام حتى يوم الفوز بأى منهما النصر أو الشهادة.. ولا وألف لا.. للاستسلام.