ذعر في السماء: طائرة أمريكية تهبط اضطراريا بسبب إنذار كاذب

في واقعة غريبة أثارت اهتمام الأوساط الجوية الأمريكية، عادت طائرة ركاب تابعة لشركة سكاي ويست الأمريكية إلى مطارها في ولاية نبراسكا بعد دقائق قليلة من إقلاعها، إثر خلل مفاجئ في نظام الاتصال الداخلي بين قمرة القيادة وطاقم الضيافة. 

الحادث الذي وقع مساء الاثنين أدى إلى حالة من الارتباك داخل الطائرة بعدما ظن الطيارون أن محاولة اقتحام تجري على باب قمرة القيادة، ما اضطرهم إلى إعلان حالة الطوارئ والعودة الفورية إلى المطار حفاظا على سلامة الركاب والطاقم

الطائرة التي كانت في طريقها إلى مطار لوس أنجلوس الدولي أقلعت من مطار إيبلي في أوماها، وعلى متنها العشرات من الركاب الذين لم يتوقعوا أن تتحول رحلتهم القصيرة إلى موقف طارئ. 

وبعد نحو أربعين ميلا فقط من الإقلاع فقد الطيارون الاتصال بطاقم الضيافة نتيجة عطل في نظام الاتصال الداخلي، ما جعل أفراد الطاقم يحاولون بشتى الطرق التواصل مع قمرة القيادة دون جدوى. 

وعندما فشلت كل محاولاتهم استخدموا الطرق على باب المقصورة لتنبيه الطيارين، إلا أن هذا التصرف فسر خطأ داخل قمرة القيادة على أنه محاولة اقتحام

في تلك اللحظات اتخذ الطيارون قرارا فوريا بإعلان حالة الطوارئ والعودة إلى المطار الذي أقلعوا منه، جرى التواصل مع برج المراقبة الجوية لتأمين هبوط الطائرة، وتم إرسال وحدات أمنية إلى المدرج استعدادا لأي طارئ محتمل، وبعد دقائق من المناورة الآمنة، تمكنت الطائرة من الهبوط بسلام في مطار إيبلي في أوماها دون وقوع أي إصابات بين الركاب أو الطاقم

إعلان الطوارئ والعودة المفاجئة إلى المطار

عقب توقف الطائرة على أرض المطار، هرعت سيارات الشرطة إلى موقعها لتأمين الموقف والتحقق من سبب الإنذار، وبعد دخول رجال الأمن إلى الطائرة وإجراء فحص أولي تبين أن لا وجود لأي تهديد أمني، وأن ما حدث لم يكن سوى سوء فهم سببه عطل فني في النظام الداخلي المسؤول عن الاتصال بين الطيارين وطاقم الضيافة. 

وذكرت السلطات الأمريكية أن الطائرة كانت تسير في رحلة رقم 6569 وأن قائدها تصرف وفقا للإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات لضمان سلامة الركاب

في وقت لاحق، أصدر قائد الرحلة بيانا صوتيا عبر النظام الداخلي للطائرة بعد هبوطها، قدم فيه اعتذاره للركاب عن العودة المفاجئة وأوضح أن الطاقم لم يكن متأكدا مما يجري أثناء فقدان الاتصال، لذلك فضل العودة للمطار كإجراء احترازي. 

وأضاف أن الأولوية القصوى كانت لضمان سلامة الركاب وأن التحقيقات الفنية ستحدد لاحقا سبب العطل الذي أدى إلى انقطاع التواصل داخل الطائرة

من جانبها، أصدرت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية بيانا أكدت فيه أن الطائرة هبطت بسلام في تمام الساعة السابعة وخمس وأربعين دقيقة مساء بالتوقيت المحلي، بعد أن أعلن الطيار حالة الطوارئ نتيجة فقدان الاتصال بطاقم المقصورة. 

وأوضحت الإدارة أنه بعد الفحص الفني تبين وجود خلل في نظام الاتصال الداخلي، ما جعل أفراد الطاقم يلجأون إلى الطرق على باب قمرة القيادة في محاولة للتواصل

وأكدت شركة سكاي ويست في بيان رسمي أن جميع الركاب بخير وأن الطائرة ستخضع لفحص شامل قبل استئناف رحلاتها، كما أوضحت أن طاقم الطائرة اتبع الإجراءات الأمنية بدقة وأن إعلان الطوارئ جاء التزاما بالبروتوكولات المعمول بها في مجال الطيران المدني.