رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

تسلا تعيد وضع ماد ماكس المثير للجدل

تسلا
تسلا

أعادت شركة تسلا إطلاق ميزة "ماد ماكس" ضمن آخر تحديث لنظام القيادة الذاتية الكامل (Full Self-Driving)، وهي ميزة تُتيح للمركبة القيادة بسرعات أعلى وتغيير المسارات بشكل أكثر جرأة مقارنة بالوضع القياسي المعروف باسم "هاري". لكن ما بدا للبعض محاولة لتحسين الأداء، اعتبره كثيرون خطوة جديدة في سجل الشركة المثير للجدل بشأن السلامة على الطرق.

الميزة ليست جديدة بالكامل؛ فقد ظهرت لأول مرة عام 2018 ضمن نظام القيادة الآلية التجريبي الذي سبق إطلاق النسخة الكاملة من نظام القيادة الذاتية. إلا أن إعادة طرحها الآن، في ظل تصاعد التحقيقات بشأن أمان هذا النظام، تبدو للبعض تصرفًا غير مسؤول من شركة تُواجه بالفعل انتقادات حادة حول تعاملها مع معايير الأمان.
وفقًا لتقرير نشره موقع "إليكتريك" المتخصص في أخبار السيارات الكهربائية، بدأ المستخدمون بتجربة "وضع ماد ماكس" بعد ساعات من طرحه، وسرعان ما ظهرت نتائج مقلقة. فقد تم رصد سيارات تسلا تتجاوز إشارات التوقف وتتحرك بسرعات تتخطى الحد الأقصى المسموح به بأكثر من 24 كيلومترًا في الساعة. هذه الملاحظات أثارت قلق خبراء السلامة الذين وصفوا الميزة بأنها "سلوك متهور مبرمج"، قد يضع الأرواح في خطر مباشر.

ووفقًا لبيانات أولية من بعض السائقين، فإن "ماد ماكس" يجعل النظام أكثر عدوانية أثناء القيادة، حيث يتخذ قرارات سريعة لتجاوز المركبات أو تغيير المسار حتى في حالات غير مثالية، ما يعزز احتمالات الحوادث. ويصف بعض مستخدمي تسلا التجربة بأنها "مرعبة" وليست كما هو متوقع من تقنية يُفترض أن توفر قيادة أكثر أمانًا.

تحقيقات جديدة تزيد الضغوط على تسلا


يأتي هذا التحديث في وقت حساس للغاية بالنسبة لتسلا. فقد أعلنت الإدارة الوطنية الأمريكية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA) الأسبوع الماضي عن فتح تحقيق رسمي جديد في نظام القيادة الذاتية الكامل، بعد تلقيها أكثر من 50 بلاغًا تتعلق بانتهاكات للسلامة المرورية. وتشمل البلاغات حوادث تجاوز إشارات المرور، وفقدان السيطرة في المنعطفات، إضافة إلى حالات اصطدام في ظروف كان من المفترض أن يتدخل فيها النظام تلقائيًا لتجنب الحوادث.

وهذه ليست المرة الأولى التي تخضع فيها تسلا للتدقيق التنظيمي بسبب تقنياتها الخاصة بالقيادة الذاتية. فمنذ عام 2021، تحقق السلطات الأمريكية في عشرات الحوادث التي تورطت فيها سيارات تسلا أثناء تشغيل أنظمة القيادة المساعدة. ورغم ذلك، تستمر الشركة في توسيع نطاق التجارب والتحديثات دون أن تُظهر مؤشرات واضحة على إيقاف بعض الميزات المثيرة للجدل.
اللافت في الأمر هو الاسم الذي اختارته تسلا لهذه الميزة. فـ"ماد ماكس" هو اسم سلسلة أفلام تدور في عالم ما بعد الكارثة، حيث تسود الفوضى على الطرق ويصبح البقاء للأقوى. وقد اعتبر كثير من النقاد أن إعادة استخدام الاسم الآن يحمل رمزية "غير مناسبة" لشركة تواجه بالفعل اتهامات بتعريض مستخدميها للخطر.

وفي هذا السياق، وصف بعض المحللين الخطوة بأنها "استفزازية ومتعمدة"، معتبرين أن تسلا تحاول الحفاظ على طابعها الجريء والمخالف للاتجاه العام، حتى وإن جاء ذلك على حساب صورتها أمام الجهات التنظيمية. بينما رأى آخرون أن الشركة تسعى لجذب الانتباه الإعلامي مجددًا بعد تراجع مبيعاتها خلال العام الجاري وتزايد المنافسة في سوق السيارات الكهربائية، خصوصًا من شركات مثل BYD الصينية وLucid الأمريكية.

تسلا دائمًا ما كانت تتفاخر بريادتها في تطوير تقنيات القيادة الذاتية، لكنها في الوقت ذاته تعاني من تاريخ طويل من الجدل حول مدى جاهزية هذه الأنظمة للاستخدام الآمن. وإطلاق وضع "ماد ماكس" في هذا التوقيت يُعيد طرح سؤال أساسي: هل تطور تسلا تقنيات لراحة المستخدمين، أم أنها تدفع حدود المخاطرة إلى أقصاها؟

حتى الآن، لم تصدر الشركة تعليقًا رسميًا حول الانتقادات أو التقارير التي تتحدث عن الحوادث المرتبطة بالميزة الجديدة. ومع استمرار التحقيقات الحكومية، قد تجد تسلا نفسها أمام معركة جديدة حول مستقبل نظام القيادة الذاتية الذي لطالما اعتبرته ركيزة أساسية في رؤيتها للمركبات الذكية.

وفي نهاية المطاف، يبدو أن "ماد ماكس" لم يكن مجرد وضع قيادة، بل انعكاس لنهج تسلا نفسه: مزيج من الجرأة والابتكار… لكنه أحيانًا يقترب من حافة الخطر.