أﻣﺮﻳﻜﺎ ﺗﺴﺎﺑﻖ اﻟﺰﻣﻦ ﻹﻧﻘﺎذ اﺗﻔﺎق ﻏﺰة
«ترامب»: حماس ليست متورطة فى اختراق الهدنة

تحركت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشكل عاجل فى الساعات الأخيرة لاحتواء تصعيد خطير يهدد بانهيار اتفاق السلام الهش فى غزة، بعد جولة دامية من الاشتباكات بين الاحتلال الإسرائيلى ومقاتلين من حركة حماس. وقال مسؤول أمريكى رفيع لموقع «أكسيوس»: «كنا نعلم أن مثل هذا الأمر كان يلوح فى الأفق، وكلما استمر السماح لهم بمهاجمة بعضهم البعض، كلما زادت الهجمات والتصعيد».
وأوضح مسؤول أمريكى: «الآن يبدأ العمل الحقيقى». وأكد أن التحديات هائلة، من إعادة بناء البلديات والبنية التحتية، إلى تشغيل محطات المياه والصرف الصحى. وأوضح أن إدخال مواد البناء خاصة الخرسانة إلى غزة يمثل معضلة، إذ تخشى واشنطن والاحتلال من استخدامها فى بناء «أنفاق إرهابية».
فيما تحدث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتصريحات حملت نبرة متفائلة بشأن الوضع فى قطاع غزة، فى وقت يواصل فيه التباين بين واشنطن وتل أبيب حول توصيف الأحداث الجارية. ففى حديثه للصحفيين من على متن الطائرة الرئاسية، شدد ترامب على أن قيادة حركة حماس «ليست متورطة» فى أى انتهاكات تتعلق بوقف إطلاق النار، فى إشارة بدت متناقضة مع الموقف الإسرائيلى الذى يحمّل الحركة المسؤولية الكاملة.
واتهم «ترامب» بعض المجموعات المتمردة داخل حماس بأنها وراء خرق التفاهمات، مضيفاً أن هناك أطرافاً تعمل بمعزل عن القيادة الرسمية للحركة وتسعى لعرقلة أى مسار للتهدئة. وأعرب عن أمله فى «استمرار وقف إطلاق النار»، مشيراً إلى أنه يرى فى التهدئة خطوة أساسية يجب البناء عليها لضمان الاستقرار.
وتجنب «ترامب» الخوض فى تفاصيل متعلقة بالضربات الجوية الإسرائيلية أو الرد على الغارات الأخيرة، مفضلاً التركيز على مسار التهدئة وضرورة الحفاظ عليه. ورأى أن الفرصة لا تزال قائمة لتعزيز الجهود الدبلوماسية إذا ما التزمت الأطراف المختلفة بعدم التصعيد.
وأكد مسئولون أمريكيون أن الأيام الثلاثين المقبلة ستكون حاسمة، وأن الإدارة تعزز رقابتها المباشرة على تنفيذ الاتفاق قائلين: «نحن الآن مسؤولون عما يجرى فى غزة فيما يتعلق بتنفيذ الاتفاق. نحن من سيتخذ القرارات».
وبحسب مصادر أمريكية، فإن مبعوثى ترامب ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر تحدثوا هاتفيًا مع وزير أمن الاحتلال رون ديرمر ومسؤولين آخرين، مؤكدين على ضرورة أن يكون رد الاحتلال «متناسبًا مع ضبط النفس». وأوضحت واشنطن لتل أبيب أن الأولوية يجب أن تتركز على عزل حماس سياسيًا والسعى إلى خلق بديل لها فى غزة، لا العودة إلى حرب شاملة.
وفى السياق فى مقابلة مع برنامج «60 دقيقة» على شبكة سى بى إس، دافع مبعوثا ترامب ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر عن دورهما فى التوسط باتفاق غزة، حيث وصف كوشنر حجم الدمار الذى شاهده قائلا: إن المنطقة بدت وكأن «قنبلة نووية انفجرت فيها»، مؤكدا مأساة الفلسطينيين الذين عادوا إلى خيام فوق أنقاض منازلهم. ورفض الاثنان بقوة الاتهامات الموجهة لجيش الاحتلال بارتكاب إبادة جماعية فى غزة، معتبرين أن ما جرى كان «حربا». كما واجها تساؤلات حول تضارب المصالح بسبب علاقاتهما التجارية فى الخليج ودور قطر فى الاتفاق، لكنهما شددا على أنهما تطوعا دون أجر أو امتيازات، وأن ما يعتبره البعض تضاربا فى المصالح هو فى نظرهما «خبرة وعلاقات موثوقة» ساعدت فى إتمام الصفقة والإفراج عن رهائن.
إلى جانب إدارة الأزمة الراهنة، يخطط البيت الأبيض لمرحلة جديدة. حيث قال متحدث باسم السفارة الأمريكية فى إسرائيل إن المبعوث الخاص بـ«ترامب» ستيف ويتكوف ومستشاره وصهره جاريد كوشنر عادا إلى إسرائيل أمس فيما صرح نائب الرئيس الأمريكى، جيه دى فانس، أمس، بأنه قد يزور إسرائيل خلال الأيام المقبلة.
وقال للصحفيين: «نحاول استيضاح الأمر»، مضيفًا أن الإدارة تريد «الذهاب والاطلاع على سير الأمور». وفيما يتعلق بوقف إطلاق النار، قال إنه «سيكون هناك تصعيد متقطع». وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن فانس سيعقد اجتماعات مع نتنياهو.