النيابة تحقق مع مسن اعتدى جنسيًا على طفلة عمرها 9 سنوات بالغربية

واقعة هزت أرجاء محافظة الغربية وأثارت حالة من الغضب بين الأهالي، إذ أصدر المستشار محمد صلاح الفقي المحامي العام الأول لنيابات شرق طنطا الكلية توجيهات عاجلة إلى رئيس نيابة مركز المحلة لفتح تحقيق موسع في واقعة اعتداء مسن يبلغ من العمر ستة وخمسين عاما على طفلة لم تتجاوز التاسعة من عمرها داخل نطاق قرية ميت السراج التابعة لمركز المحلة الكبرى.
وجاء القرار عقب تلقي الأجهزة الأمنية بلاغا من أسرة الطفلة يفيد بتعرض ابنتهم لجريمة اعتداء جنسي مروعة على يد أحد سكان القرية، وهو عامل يدعى "ا. م." قام باستدراجها إلى مكان بعيد عن الأنظار قبل أن ينفذ جريمته ثم يحاول الفرار من المنطقة.
تحركت الأجهزة الأمنية على الفور بمجرد ورود البلاغ، ووجه مأمور مركز شرطة المحلة بإخطار القيادات الأمنية لاتخاذ اللازم. انتقلت قوة من المباحث الجنائية مدعومة بعناصر من الشرطة السرية والنظامية إلى موقع الواقعة لإجراء المعاينة الأولية وجمع المعلومات المتاحة حول ما حدث. تم فرض طوق أمني حول المكان الذي شهد الجريمة لضمان سير التحقيقات بشكل دقيق وسريع.
بناء على تعليمات النيابة، تم تشكيل فريق بحث مكثف من ضباط مباحث المركز وإدارة البحث الجنائي، حيث تم وضع خطة أمنية محكمة تضمنت إعداد أكمنة ثابتة ومتحركة في محيط القرية والطرق المؤدية إليها للقبض على المتهم. لم تمر ساعات قليلة حتى تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد مكان تواجده وضبطه واقتياده إلى ديوان المركز لاستجوابه.
تحقيقات موسعة بأمر النيابة العامة
أمرت النيابة العامة بعرض الطفلة المجني عليها على الطب الشرعي لإجراء الفحوص اللازمة وإعداد تقرير تفصيلي حول حالتها الصحية والنفسية وتحديد ما إذا كانت تعرضت لاعتداء جنسي فعلي أم لا.
كما وجهت النيابة بتفريغ كاميرات المراقبة في محيط مكان الواقعة للحصول على أي أدلة مرئية يمكن أن تسهم في كشف ملابسات الحادث بالكامل.
كما تم استدعاء أسرة الطفلة لسماع أقوالهم حول تفاصيل البلاغ وكيفية اكتشافهم للواقعة، إلى جانب تكليف الأجهزة الأمنية بإعداد تحريات دقيقة عن خلفية المتهم وسلوكه في المنطقة وعلاقاته بالسكان، للتأكد مما إذا كانت الواقعة فردية أم أن هناك سوابق مماثلة.
وأكدت مصادر مطلعة داخل النيابة أن التحقيقات تسير بشكل سريع ودقيق تحت إشراف مباشر من المحامي العام الأول، مشيرة إلى أن التعليمات واضحة وصارمة بضرورة التعامل مع القضية بأقصى درجات الجدية، وأنه لن يتم التهاون مع أي محاولة للتستر أو إخفاء أي معلومة تتعلق بالحادث.
في الوقت نفسه، تعمل الأجهزة الأمنية على استكمال التحريات حول ظروف الجريمة وملابساتها، خاصة ما يتعلق بطريقة استدراج الطفلة إلى المكان الذي وقعت فيه الجريمة، والوقت الذي استغرقه المتهم في تنفيذ فعلته ومحاولته الهروب بعدها. وتم تحرير محضر رسمي بالواقعة تمهيدا لإحالته إلى النيابة العامة التي تولت مباشرة التحقيق.
وأكدت مصادر أمنية أن القبض على المتهم جاء بعد تتبع تحركاته عقب البلاغ، حيث تبين أنه حاول التواري عن الأنظار داخل القرية، إلا أن سرعة التحرك الأمني أحبطت محاولته، وتم ضبطه دون مقاومة، وتم اقتياده إلى ديوان مركز الشرطة حيث يخضع للتحقيقات تمهيدا لعرضه على النيابة العامة.
وتواصل النيابة العامة إجراءاتها لجمع الأدلة والاستماع إلى جميع الأطراف المعنية بالقضية، على أن يتم اتخاذ القرارات القانونية اللازمة فور اكتمال التقارير الفنية والطب الشرعي.