رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

جدل داخل EA بعد إعلان صفقة الاستحواذ بقيمة 55 مليار دولار

EA
EA

تتصاعد أزمة جديدة داخل أروقة شركة إلكترونيك آرتس (EA) العملاقة، بعد أن أصدر موظفوها المنتمون إلى نقابة عمال الاتصالات الأمريكية (CWA) بيانًا حادّ اللهجة يعارض صفقة الاستحواذ المقترحة على الشركة من قِبل مجموعة من المستثمرين المدعومين من السعودية، في صفقة ضخمة تُقدّر قيمتها بـ 55 مليار دولار.

البيان، الذي نشره موقع يوروجيمر البريطاني، وجّه انتقاداته إلى إدارة الشركة نفسها، متهمًا إياها بتجاهل صوت العمال في المفاوضات التي ستُحدد مصير مستقبلهم المهني.

وجاء في نص البيان: "شركة EA ليست شركة متعثرة، نجاحها تحقق بفضل العمال، ومع ذلك لم نُمنح أي فرصة للتمثيل أو المشاركة في مناقشات صفقة بهذا الحجم، رغم أننا نحن من سيتحمل تبعاتها".

العمال أبدوا خشيتهم من أن تؤدي عملية البيع إلى فقدان وظائفهم تحت مبرر إعادة الهيكلة، مؤكدين أن مثل هذه القرارات غالبًا ما تكون خيارًا متعمّدًا لزيادة أرباح المستثمرين وليس ضرورة اقتصادية، كما أطلقت النقابة عريضة رسمية تطالب الجهات التنظيمية الأمريكية، وعلى رأسها لجنة التجارة الفيدرالية (FTC)، بتدقيق الصفقة بشكل شامل قبل الموافقة عليها.

وقال ممثلو النقابة في بيانهم إن موجة التسريحات التي شهدتها صناعة الألعاب خلال السنوات الأخيرة تمثل تحذيرًا واضحًا مما قد يحدث مجددًا، موضحين: "في كل مرة يستحوذ فيها مستثمرون من القطاع الخاص أو مليارديرات على استوديوهات الألعاب، يخسر العاملون نفوذهم وشفافيتهم داخل بيئة العمل، يصبحون مجرد أرقام في معادلة ربحية".

وطالب البيان الجهات التشريعية والتنظيمية في الولايات المتحدة بالتدخل لحماية حقوق العاملين والحفاظ على استقلالية فرق التطوير داخل الشركة، مشددين على ضرورة ضمان استمرار الحرية الإبداعية في صناعة الألعاب وعدم ترك مصيرها بيد صناديق استثمار لا تُعير اهتمامًا للقيمة الفنية أو الإنسانية وراء هذه الصناعة.

وأضاف البيان: "ندعو المسؤولين المنتخبين إلى مراقبة هذه الصفقة والتأكد من أن مستقبل شركة EA لن يُرتهن للمصالح المالية على حساب الابتكار والإبداع، ألعاب الفيديو تُصنع على أيدي المبدعين، وقيمتها الحقيقية تكمن فيهم. نحن، أعضاء نقابة عمال ألعاب الفيديو UVW-CWA، نقف صفًا واحدًا ضد جشع رأس المال الذي يهدد مستقبل مهنتنا".

وفي الوقت نفسه، تواصلت يوروجيمر مع لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية لمعرفة موقفها من عملية الاستحواذ، إلا أن الوكالة رفضت التعليق، مؤكدة أنها لا تدلي بأي تصريحات بشأن عمليات اندماج أو استحواذ قيد الدراسة.

وتكشف التقارير أن من بين الأطراف المشاركة في الصفقة صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وشركة سيلفر ليك الأمريكية، إلى جانب أفينيتي بارتنرز المملوكة لجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو ما أثار جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية. وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن الصفقة لن تواجه معارضة تُذكر، متسائلة بسخرية: "أي جهة تنظيمية سترفض صفقة يقودها صهر الرئيس؟".

وتعد هذه الصفقة – في حال إتمامها – واحدة من أكبر عمليات الاستحواذ في تاريخ صناعة الألعاب، وستحول شركة EA إلى شركة خاصة لأول مرة منذ تأسيسها قبل 35 عامًا، وهي الخطوة التي يُنظر إليها باعتبارها محاولة من المستثمرين لتوسيع نفوذهم في قطاع الألعاب العالمي الذي تجاوزت قيمته السوقية 200 مليار دولار.

ورغم الجدل المثار، لا يزال مستقبل الصفقة غير محسوم، خاصة في ظل تنامي المعارضة النقابية والسياسية داخل الولايات المتحدة، فقد أبدى عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي إليزابيث وارن وريتشارد بلومنثال مخاوفهما من الصفقة، مشيرين إلى ضرورة فحصها بدقة لضمان حماية المنافسة ومنع الاحتكار.

وبينما ينتظر الجميع موقف لجنة التجارة الفيدرالية النهائي، يظل العاملون في EA مصرّين على موقفهم الرافض، مؤكدين أن صناعة الألعاب لا يمكن أن تُدار بعقلية المستثمرين وحدهم، لأن الابتكار لا يُشترى بالأموال، بل يُبنى بأيدي من يصنعون هذه الألعاب يومًا بعد يوم.