أضرحة الأولياء منارات روحانية وتاريخ حي في وجدان المصريين

فى محافظة القاهرة، تنتشر أضرحة أولياء الله الصالحين كمنارات روحية ومراكز شعبية لحكايات لا تزال حية في وجدان الناس، حتى وإن غابت عنها الموالد وتعطلت طقوسها منذ أحداث 2011.
ولم تكن هذه الأضرحة مجرد قبور لأشخاص صالحين، ولكنها أصبحت محطات أمل الفقراء والمرضى والمهمومين، حيث نسجت خيالات الغلابة على مر السنين أساطير حول الكرامات والمعجزات، من شفاء الأمراض إلى زواج العوانس وعودة الغائبين، في محاولة يائسة أحيانًا، ومفعمة بالإيمان أحيانًا أخرى، للتمسك بطوق نجاة وسط أمواج الحاجة والفقر والمرض.
وعلى مدار مئات السنين، ظل المصريون يتباركون بزيارة مقامات آل البيت بهدف الدعاء والتقرب إلى الله، وكان للقاهرة النصيب الأكبر من الأضرحة، وللمقامات مكانة خاصة في نفوس المصريين، يترددون عليها ويتبركون بها، حيث تجمع بين التاريخ القديم وروحانية الأماكن الدينية، فيرتبط المصريون بأضرحة آل البيت حبا لهم واكتسابا لبركتهم ويعتبرونها بقاع طاهرة على أرض مصر.
وقامت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، باهتمام بأضرحة آل البيت وأولياء الله الصالحين بإجراء أعمال تطوير موسعة لها.
وكشفت دار الإفتاء المصرية حكم زيارة أضرحة أولياء الله تعالى الصالحين.
جاء ذلك، ردا على بعض المتشددين الذين أصدروا فتاوى تحرم على المصريين، وغيرهم مجرد الزيارة إلى تلك المساجد والأضرحة المباركة.
وأجاب الشيخ عويضة عثما، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلا: "زيارة أضرحة أولياء الله الصالحين تشرح الصدور، وتنير العقول، وتبعث بالطمأنينة فى النفوس، فالإنسان يشعر براحة نفسية عندما يزور أولياء الله الصالحين آل البيت الذين هم قطعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وأشار إلى أن زيارة قبور الصالحين لا مانع منها على الإطلاق، مع إنكار أى كلام أو ظن من الزائر أن هؤلاء قادرون على شفاء أحد أو حل مشكلات أحد، متابعا: "وقد خص الحبيب المصطفى سيدنا الحسين بمزيد من الحب فقال: "من أحب حسين فقد أحبنى".
واختتم أمين الفتوى، قائلا: "لا نريد أن نسمع إلى هؤلاء الذين يكفرون ويبدعون الذين يذهبون إلى قبور الأولياء والصالحين، وعلى مدار التاريخ يزور الناس قبور الصالحين وكانوا يستحبون أن يدفنوا بجوارهم".