رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

خطيب أوقاف السويس: التحرش كبيرة من الكبائر وجرأة على حدود الله تعالى

بوابة الوفد الإلكترونية

التحرش.. تحتل المرأة مكانة عظيمة في الإسلام، وكرمها الشرع الشريف في أكثر من موضع في كتاب الله والأحاديث النبوية المطهرة، ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ» – رواه الترمذي وابن حبان.

صيانة المرأة في الإسلام وضمان حقوقها الاجتماعية والنفسية:

وضمن الإسلام للمرأة حقوقها المُصانة ولا يقبل في أي حال من الأحوال المساس بها أو التقليل من شأنها، كما أنه لا يجوز شرعًا تعرض المرأة لأي نوع من أنواع الأذى.

ومن جملة ما وفره الشرع الشريف من حماية وصيانة المرأة جعل الإسلام التعرض لها أذى كبير تُحاسب عليه الشريعة الإسلامية بشكل قاطع.

التحرش الجنسي جريمة محرّمة وكبيرة من الكبائر

والتحرش الجنسي جريمة محرّمة في الشرع الشريف، كما أنها كبيرة من الكبائر، لما فيها من انتهاك للحرمات والأعراض، 
 لا يمكن تبرير التحرش بوصف أو شكل ملابس المرأة؛ إذ أنه تبرير باطل لا يصدر إلا عن أصحاب النفوس المريضة.

قال النبي ﷺ: «إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ»، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الِاسْتِطَالَةَ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ».

خطيب أوقاف السويس: التحرّش جريمة خلقية وكبيرة شرعية

وقال محمد أنور إمام وخطيب بمديرية أوقاف السويس، في تصريحات خاصة ل"الوفد"، إن التحرّش هو كلّ تصرف أو قول أو إشارة أو نظرة يُقصد بها النيل من كرامة إنسان، أو خدش حيائه، أو انتهاك خصوصيته الجسدية أو النفسية.

وأوضح أنور أن شريعة الإسلام جاءت بآيات قرآنية صريحة في تحريم كل ما يمسّ الأعراض أو يخدش الحياء. قال تعالى:

﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ [النور: 30]
﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ﴾ [النور: 31].
فالتحرش لا يبدأ بالفعل فقط، بل يبدأ من النظرة والنية الخبيثة، لذلك قال النبي ﷺ:
«العينان تزنيان وزناهما النظر» (رواه مسلم).

هل التحرّش من الكبائر؟

وأكد خطيب أوقاف السويس أن التحرّش كبيرة من الكبائر لأنه اعتداء على العرض، وجرأة على حدود الله، وظلم لعباد الله، وقد عدّ العلماء كل فعلٍ فيه فاحشة أو مقدّمة إليها من الكبائر، قال ﷺ: «لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له» (رواه الطبراني).

ونبه أنور أن من يمس المرأة أو يتلفظ عليها أو يلاحقها يعد جرم عظيم في الشرع الشريف وتستحق عليه النفس المؤمنة التوبة والردع.

هل لملابس المرأة علاقة بالتحرّش؟

أوضح أن لا علاقة للملبس بجريمة التحرش؛ فالجريمة يتحملها الفاعل وحده، كما أن الإسلام لم يُلقِ اللوم على الضحية، بل جعل المسؤولية على المعتدي الذي أطلق بصره واتبع هواه.
قال تعالى:﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: 36].

أما الحشمة فهي تكليف شرعي للمرأة تكمل به طهارتها، لكنها لا تبرّر الاعتداء بحالٍ من الأحوال.

ما عقاب المتحرّش يوم القيامة؟

أكد محمد أنور أن يوم القيامة، يُؤخذ للناس حقوقهم كاملة، قال ﷺ: «لتؤدَّنَّ الحقوق إلى أهلها، حتى يُقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء» (رواه مسلم)، مشيرًا إلى أن المتحرّش يأتي يوم القيامة وقد أثقل ظهره بالذنوب، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 58].

كيف كرّم الإسلام المرأة؟

كرم الإسلام المرأة بنتًا وزوجةً وأمًّا وإنسانة، فجعل لها من الحقوق ما لم تعرفه البشرية من قبل، قال ﷺ: «استوصوا بالنساء خيرًا» (متفق عليه).

وقال تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: 228].
فكرامتها في الإسلام ليست فضلًا من أحد، بل حقٌّ من الله.

هل النظر إلى المرأة يُعد تحرّشًا؟

قال إن النظر بريبة وشهوة محرّم، أما النظرة العفوية التي لا قصد فيها فلا إثم فيها، قال ﷺ لعليٍّ رضي الله عنه:
«يا علي، لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى وليست لك الثانية» (رواه أحمد).

كيف عالج الإسلام قضية التحرّش؟

أوضح أنور أن الإسلام عالج قضية التحرّش من الجذر؛ إذ أمر بغضّ البصر، كما أمر بالحياء والحشمة، وحرّم الخلوة والاختلاط المريب، فضلًا عن أنه أمر الرجال والنساء بالتقوى والاحترام المتبادل، مؤكدًا أن الإسلام لم ينتظر وقوع الجريمة ليعاقب، بل منع أسبابها من الأصل.

أمين الفتوى: التحرش جريمة محرمة شرعًا وكبيرة من الكبائر

وقال الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن التَّحَرُّش -بالقول أو الفِعْل- جريمةٌ مُحَرَّمةٌ شرعًا، وكبيرةٌ مِن الكبائر؛ لما فيه مِن الاستطالة على الحُرُمات والأَعْرَاض.

وأكد ربيع أن مشكلة التحرش تكمن في سلوك الـمُعتدِي، لا في لباس الضحية، مشيرًا إلى أن إلقاء اللوم على شَكْل أو نوع ملابس المرأة هو مِن القيود على حريتها وكرامتها، وتبريرهم لذلك لا يَصدُر إلَّا عن ذوي النفوس المريضة والأهواء الدنيئة.

الشرع الشريف أمر بغض البصر عن المحرمات

وأضاف أن الشرع الشريف أمر الـمُسْلِم بغضِّ البصر عن المحرَّمات في كل الأحوال والظروف، دون تسويغٍ شيطانيٍ للوقوع في المحذور المنهي عنه؛ وذلك امتثالًا لقوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30 ، 31].

كيف يمكن التصدي لمشكلة التحرّش الجنسي؟

ويمكن حل مشكلة التحرش الجنسي عن طريق تفعيل قوانين رادعة، وذلك حتى يتم التصدي لهذه الظاهرة بكل حزم، وفي ذلك حمايةً للمجتمع وصونًا للكرامة الإنسانية.