بعد 19 عامًا من الإلغاء.. اكتشاف نسخة قابلة للعب من لعبة Ratchet & Clank المفقودة

بعد ما يقرب من عقدين من اختفائها، تمكن فريق من محبي ألعاب الفيديو من تحقيق ما كان يُعتبر مستحيلًا: استعادة وتشغيل لعبة الهواتف المحمولة المفقودة Ratchet & Clank: Clone Home، التي ألغيت عام 2006 قبل إطلاقها رسميًا، لتعود اليوم إلى الحياة بفضل جهد استمر لسنوات من البحث والأرشفة التقنية الدقيقة.
القصة المثيرة وراء هذا الإنجاز بدأت مع صانع المحتوى المعروف باسم The Golden Bolt، الذي قاد عملية البحث منذ عام 2019 بعد أن سمع شائعات حول وجود نسخة مكتملة من اللعبة.
في مقطع فيديو جديد نشره على قناته على يوتيوب، سرد تفاصيل الرحلة التي بدأت كمجرد فضول وانتهت بكشف أثري رقمي نادر يعيد جزءًا مفقودًا من تاريخ الألعاب المحمولة.
اللعبة كانت من تطوير شركة Handheld Games، المعروفة في منتصف العقد الأول من الألفية بإصدارها ألعابًا لهواتف Java مثل Spider-Man 2: The Hero Returns وRatchet & Clank: Going Mobile. وكان من المفترض أن تصدر Clone Home عام 2006 كجزء مكمل للسلسلة، إلا أنها ألغيت بهدوء قبل موعد الإطلاق دون أي إعلان رسمي من المطور أو شركة سوني المالكة للحقوق.
لكن شغف اللاعبين ومحبي السلسلة لم يسمح لتلك اللعبة بأن تُنسى. فخلال السنوات الماضية، انتشرت شائعات عن وجود نسخة كاملة قابلة للعب تم تحميلها على بعض هواتف Sony Ericsson القديمة. وهنا بدأ البحث الجاد بقيادة The Golden Bolt وعدد من المهتمين بالألعاب القديمة، منهم الطالبان الجامعيان المعروفان باسم "إميلي" و"سوبر جيمر أوميغا كلانك"، اللذان تمكّنا من العثور على نسخة من اللعبة على هاتف W880i النادر.
كانت المشكلة أن اللعبة مشفّرة بالكامل داخل الهاتف، واستغرق الفريق وقتًا طويلًا لتجاوز الحماية دون الإضرار بالنظام أو فقدان البيانات. وبعد أعوام من المحاولات، تمكّن الفريق أخيرًا من فك التشفير واستخراج الملفات الأساسية للعبة، لتصبح قابلة للتحميل والتجربة على أي محاكي Java. والمفاجأة أن اللعبة مكتملة تمامًا، بل وتعمل بسلاسة رغم بساطة تصميمها وقدم محركها.
ويقول من جربوا Clone Home إنها أفضل من لعبة Going Mobile التي سبقتها، بفضل حبكتها البسيطة ولكن الممتعة، وتصميم المستويات المتقن، إلى جانب إمكانية اللعب بشخصيتين من نوع لومباكس، وسلاح طريف يُدعى “Eweizer” يحوّل الأعداء إلى خراف. هذه التفاصيل جعلت من اللعبة اكتشافًا مثيرًا بين محبي سلسلة Ratchet & Clank التي تضم الآن أكثر من 17 إصدارًا على مختلف المنصات.
ومن المفارقات، أن التحقيقات الأخيرة تشير إلى أن اللعبة ربما لم تطورها Handheld Games كما كان يُعتقد، بل شركة JavaGround، التي كانت تتولى في تلك الفترة تطوير ألعاب جافا لصالح سوني. يُرجّح أن اللعبة كانت قد طُرحت بشكل محدود على شبكات الهواتف مثل Cingular وSprint لفترة قصيرة قبل أن تُسحب لأسباب غير واضحة.
أما عن سبب الإلغاء المفاجئ، فيعتقد The Golden Bolt أن نزاعًا قانونيًا بين سوني وHandheld Games ربما كان وراء قرار إيقاف الإصدار. ومع غياب الوثائق الرسمية، يبقى السبب الحقيقي لغزًا آخر يضاف إلى قصة اللعبة الغامضة.
اليوم، وبعد قرابة 19 عامًا من الإلغاء، أصبحت Ratchet & Clank: Clone Home متاحة للأرشفة العامة كأحد الاكتشافات النادرة في تاريخ الألعاب المحمولة. إنها تذكير قوي بقيمة جهود الحفظ الرقمي، وبأن شغف اللاعبين يمكن أن يُعيد إلى الحياة أعمالًا كادت أن تُمحى من ذاكرة التكنولوجيا.
بإعادة اكتشاف Clone Home، لا يستعيد اللاعبون لعبة فُقدت فحسب، بل صفحة من تاريخ صناعة الألعاب التي كانت تُبنى على شاشات صغيرة وأحلام كبيرة.