بين السطور
الآن لا صوت يعلوا فوق صوت قمة السلام بأرض السلام. فلم يكتف العالم بأن تتجه أنظاره إلى مصر يوم قمة شرم الشيخ للسلام ذلك اليوم التاريخى لمتابعة أكبر قمة أقيمت فى هذه الألفية بل أتى العالم أجمع إلى مصر الأم داعين ومؤيدين للسلام بعد أن تركوا جميعا بلادهم وهرعوا إلى مدينة السلام إلا نفر قليل يعد على أصابع اليد الواحدة. ليلبوا نداء مصر لنشر السلام فى فلسطين بل وفى العالم أجمع، وهنا لم يتابع العالم مفاوضات السلام ووقف الحرب على غزة من بلادهم، بل تابعت كل شعوبهم عرب وعجم رؤسائهم وزعمائهم لما يفعلوه من تأييد فى قلب مصر لما تعلنه مصر وأمريكا من تفاوضات وتوقيع الاتفاقية التى تمت بين الدولتين الكبرتين مصر وأمريكا وأعلنت على مسمع ومرأى من العالم أجمع، فقد قال الرئيس السيسى رجل السلام فى بداية كلمته الافتتاحية للقمة إن هذه القمة ميلاد بارقة الأمل، فى أن يغلق هذا الاتفاق، صفحة أليمة فى تاريخ البشرية، ويفتح الباب لعهد جديد من السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط. ويمنح شعوب المنطقة، التى أنهكتها الصراعات غدا أفضل. وأعرب عن تقديره البالغ للرئيس ترامب، وقيادته الحكيمة لتلك المسيرة فى ظل ظرف بالغ الدقة، قائلا لقد دعمتمونا ونتطلع لتنفيذ هذه الخطة، بما يخلق الأفق السياسى اللازم، لتنفيذ حل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد، نحو تحقيق الطموح المشروع للشعبين الفلسطينى والإسرائيلى فى طى صفحة الصراع والعيش بأمان، بما انعكس فى طرح خطتكم، لإنهاء هذه الحرب المأساوية والتى خسرت معها الإنسانية الكثير. الى هنا أؤيد كل كلمة قالها الرئيس السيسى وكمواطنة مصرية أرى أن هذه القمة التفاوضية جاءت لايقاف الحرب على غزة واحلال السلام بعد أن عانى الشعب الفلسطينى ويلات الحرب واشتدت ذروتها منذ حرب المقاومة أو الحركة فى 7 أكتوبر 2023 ووصلت لدرجة المجاعة والابادة فى قطاع غزة، لقد ظلت مصر حاملة لملف القضية الفلسطينية وهمومها وتقوم بتداول القضية فى المحافل والمؤتمرات الدولية قبل أن تطرح أى قضايا أخرى. الى أن جاءت ساعة الحسم وأجرت مصر مفاوضات مضنية بين أطراف الصراع وكان الرئيس السيسى يستعرض كل صغيرة وكبيرة من تلك المفاوضات هو والرئيس الأمريكى ترامب ونجحت تلك المفاوضات مما جعل المبعوث الخاص الأمريكى للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف فى لقائه بالرئيس السيسى يشيد بفريق العمل والأمن المصرى خلال المفاوضات، وقال أود الإشارة إلى أن لديكم فريقا مذهلا، مضيفا لولا قيادتكم ومهارات فريقكم الفريدة، لما كنا استطعنا تحقيق الكثير. لقد أثبتوا كفاءة استثنائية فى اللحظات الحاسمة. وأشار إلى رئيس المخابرات العامة المصرية قائلا ربما لن تسجل كتب التاريخ تفاصيل ما جرى، ولكن بدونكم سيدى لم نكن لنصل إلى هذه النتيجة. وأنا أقول بدورى كصحفية مصرية أتابع كل ما يحدث اننى فخورة بما نجحت فيه بلادى لقد انتابتى فرحة عارمة لهذا المؤتمر وحمدت ربى على نجاحه فعلا مصر انتصرت للسلام لأرض الجوار وما أحلى أن يعم السلام على العالم وتكون انطلاقته من أرض الفيروز المصرية والتى تجلى عليها الخالق سبحانه وتعالى عندما كلم النبى موسى عليه السلام. إلى أن بدأت الساعات الأولى للقمة والإعلان عنها وهى التى لم يكن لها مثيل إلا ما فعلته مصر منذ أكثر من نصف قرن. فقد ذكر الرئيس السيسى فى كلمته بالقمة قائلا لقد دشنت مصر مسار السلام فى الشرق الأوسط قبل ما يقارب نصف قرن، وتحديداً فى نوفمبر عام 1977، عندما أقدم الرئيس أنور السادات رحمه الله بخطى ثابتة غير مسبوقة فى تاريخ المنطقة، وبادر بزيارة تاريخية إلى القدس. ومنذ تلك اللحظة، أطلقت مصر عهداً جديداً أهدى الأجيال اللاحقة فرصة للحياة، وأثبت أن أمن الشعوب لا يتحقق بالقوة العسكرية فقط. واليوم تعيد مصر التأكيد، ومعها شقيقاتها العربية والإسلامية، على أن السلام يظل خيارنا الاستراتيجى. وأن التجربة أثبتت على مدار العقود الماضية أن هذا الخيار لا يمكن أن يتأسس إلا على العدالة والمساواة فى الحقوق أن السلام لا تصنعه الحكومات وحدها، بل تبنيه الشعوب حين تتيقن أن خصوم الأمس يمكن أن يصبحوا شركاء الغد فلنجعل هذه اللحظة التاريخية بداية جديدة لحياة تسودها العدالة والتعايش السلمى فأمامنا فرصة تاريخية فريدة، ربما تكون الأخيرة، للوصول إلى شرق أوسط خالٍ من كل ما يهدد استقراره وتقدمه. أن خطاب الرئيس السيسى حقا جمع بين القوة والذكاء أنه خطاب لابد أن يدرس لمن يعى ويفهم وسوف يسجله التاريخ للأجيال وعقود قادمة. وتحيا مصر أم العالم أجمع.